============================================================
بعض الايات والأحاديث الدالة على صفة الفوقية ونعت العلوية فمسلم، إلا أنه مؤول كله بعلو المكانة؛ ثم قال: ومنه ما روي عن أبي مطيع(1) البلخي رحمه الله أنه سأل آبا حنيفة رحمه الله عمن قال: لا أعرف ربي في السماء هو آم في الأرض؟ فقال: قد كفر؛ لأن الله تعالى يقول: الرحمن على العرش استوى} [طه: 4]، وعرشه فوق سبع سموات.
قلت: فإن قال إنه على العرش ولكن لا أدري العرش في السماء أم في الأرض؟ قال: هو كافر لأنه أنكر كونه في السماء، فمن أنكر أنه في السماء فقد كفر، لأن الله تعالى في أعلى علئين، وهو يدعى من أعلى لا من أسفل. انتهى.
ال والجواب أنه ذكر الشيخ الإمام ابن عبد السلام في كتاب حل الرموز: أنه قال الإمام أبو حتيفة رحمه الله : من قال لا أعرف الله تعالى في السماء هو أم في الأرض كفر؛ لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا، ومن (1) (ما روي عن أبي مطيع): سيذكر المصنف ما ورد في أبي مطيع، فلا تقبل هذه الرواية عنه، لكن العجب أن أحد المصنفين السلفيين كتب رسالة عن الأئمة الأربعة، فذكر هذا الخبر ليوهم القراء أن التابعي الجليل يقول بالجهة والمكان لله رب العالمين تعالى عن ذلك علوا كبيرا والعجب آن بعضهم يعتمد تمحيص الروايات فيما يروي، وليس فيما يقول. أو ينقل عن الاخرين إذا وافق مذهبه واتجاهه وما اكثر الأدلة على هذا، منها ما توهم الشيخ ناصر بأن الحتفية قالوا: ان عيسى عليه السلام حين ينزل يحكم بمذهب أبي حنيفة فقال في تعليقه على مختصر مسلم أن عيسى عليه السلام لا يحكم بالإنجيل، ولا مذهب أبي حنيفة - رحمه الله تعالى - ولو تحقق من آن الحنفية كذبوا ذلك الخبر في كتبهم، اوكتبوا رسائل، واخر من نبه عليها إمام المحققين ابن عابدين رحمه الله تعالى، لكان خيرا.
Halaman 335