306

============================================================

وكذلك جواره في الجنة، والوقوفف بين يديه بلا كيف.....

رضاه. وقيل: ذم على السجود والتقرب إلى الله حيث شئت. وفي الحديث: "أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد"(1)، لكنه بلا كيف كما يدل عليه تقييد ما قبله وما بعده به حيث قال: (وكذلك جواره) بكسر الجيم، أي مجاورة العبد لله (في الجنة)، أي في مقام القربة (والوقوف)، أي في القيامة (بين يديه بلا كيف)، أي من غير وصف وبيان كشف، كما في قوله تعالى: ولمن خاف مقام رييه جننان} [الرحمن: 46]، وقوله تعالى: (وأمامن خاف مقام ريبوه} الآية [النازعات: 40] .

و قد أبعد شارح هنا حيث قال: القرب والبعد يقع على المناجي لا على الله، ألا ترى أن القرب والبعد كان على معنى الكرامة والهوان، ال وأن الله تعالى أقرب إلى العبد من حبل الوريد. انتهى (2).

ال ولا يخفى ما في كلامه من التناقض حيث يفهم من عمله أن القرب ال و البعد يقع على حقيقته بطريق المسافة على المناجي دون الله سبحانه، ثم حمله لهما على وجه الكرامة والهوان الذي هو نص في المعنى المجازي، ثم قوله: إن الله تعالى أقرب إلى العبد من حبل الوريد، حيث أثبت له القرب من العبد، مع أن نسبة القرب والبعد متساوية في الرب والعبد؛ فالتحقيق في مقام التوفيق أن مختار الإمام أن قرب الحق من الخلق وقرب الخلق من الحق وصف بلا كيف ونعت بلا كشف، والجمهور يتأؤلونها (1) (أقرب ما يكون العبد) مسلم، صلاة 215. النسائي، مواقيت 35. الترمذي، دعوات 118.

(2) ابن أبي العز، شرح الطحاوية .

Halaman 306