============================================================
كنه يغبده بأمره، كما أمر.......
صلوات الله تعالى وسلامه عليه وعليهم بقوله: لهو آن يطاع فلا يعصى، ويشكر فلا يكفر، ويذكر فلا ينسى"(1).
ال والتحقيق آن المعرفة إذا تحققت استمر حكمها في جميع أحوال العباد، بخلاف العبادة، فإنها تجب على العبد في كل لحظة ولمحة، وهو عاجز عن استمرار هذه الحالة لضعف البشرية عن القيام بالعبودية كما تقتضيه الربوبية، فلا أقل من أنه يقع منه الغفلة والغيبة عن الحضرة؛ وهو كفر عند أرباب الحقيقة وأصحاب الطريقة، وإن رفع على العامة على لسان صاحب الشريعة رحمة على الأمة من حيث إنه كاشف الغمة.
وقد أشار سبحانه وتعالى إلى هذه التبصرة بقوله تعالى: (هوأقل التقوى وأقل المغفرة) [المدثر: 56]، فليس لأحد أن يقول عبدت الله حق عبادته.
(لكنه)، اي الشأن (يعبده)، أي عبده (بأمره كما أمر)، أي وفق حكمه بوصف العجز عن أداء حقه، ولهذا قال بعض العارفين: لولا امره سبحانه بقراءة إياك نعبدواياك نستويرب} [الفاتحة: 5] لما قرأته لعدم قيامي في مقام حقيقة الإخلاص في العبودية وتخصيص الاستعانة في العبادة وغيرها من الحضرة الربوبية، ولعله عليه الصلاة والاظهر أنه موقوف. انظر: مختصر تفسير ابن ككثير 304/1.
Halaman 271