256

============================================================

أصادق هو أم كاذب؟"(1) على ما رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم.

وقال في شرح المقاصد: الإقرار إذا جعل شرط إجراء الأحكام لا بد أن يكون على وجه الإعلان على الإمام وغيره من أهل الإسلام، بخلاف ما إذا جعل ركنا له، فإنه يكفي له مجرد التكلم مرة وإن لم يظهر لغيره. والظاهر أن الثزام الشرعيات يقوم مقام ذلك الإعلان كما لا يخفى على الأعيان.

ثم الاجماع منعقد على إيمان من صدق بقلبه وقصد الإقرار بلسانه و منعه مانع منه من خرس ونحوه. فظهر آن حقيقة الايمان ليست مجرد كلمتي الشهادة على ما زعمت الكرامية(2).

(1) (هل شققت. 0)، مسلم، إيمان 158؛ أبو داود، جهاد95 .

(2) الكرامية جعلوا الإيمان مجرد كلمتي الشهادة فمن شهد بلساته ولو كفر بقلبه فهو مؤمن. ساء ما زعموا.

قال الإمام العيني اختلفوا في الإقرار باللسان هل هو ركن الإيمان أم شرط له في حق اجراء الأحكام؟ قال بعضهم: هو شرط لذلك، حتى أن من صدق الرسول في جميع ما جاء به من عند الله فهو مؤمن فيما بيته وبين الله عز وجل وإن لم يقر بلسانه وهو المروي عن أبي حنيفة واليه ذهب الأشعري في أصح الروايتين، وهو قول أبي منصور الماتريدي. وقال بعضهم: هو ركن لكنه ليس بأصلي، كالتصديق، بل هو ركن زائد، ولهذا يسقط حالة الإكراه والعجز . اه عمدة القاري شرح البخاري 103/1، وقال جهم: إن الإيمان هو المعرفة. التمهيد للباقلاني ص 390.

Halaman 256