============================================================
المجاهدين الصادقين من ذلك بايا، والحكمة فيه آن يزداد مما يرى من خوارق العادات وآثار القدرة يقينا فيقوي عزمه على الزهد في الدنيا ال و الخروج من دواعي الهوى، فسبيل الصادق مطالبة النفس بالاستقامة فهي كل الكرامة. انتهى.
ال والحاصل أن كشف العلم بالأمور الشرعية خير من كشف العلم بالأمور الكونية، مع أن عدم الأول ونقصانه مضرة في الدين، بخلاف عدم الثاني، بل وربما يكون عدمه أنفع له. ثم اعلم أنه قال رسول اللهى: "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله"(1)، ثم قرأ قوله تعالى: إن فى ذالك لايت للمتوسمين [الحجر: 75]، أي المتفرسين، وقد رواه الترمذي من رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
ال ومما ينبغي التنبيه عليه هنا أن الفراسة ثلاثة أنواع: فراسة إيمانية: وسببها نور يقذفه الله تعالى في قلب عبده، وحقيقتها أنها خاطر يهجم على القلب ويثب عليه كوثوب الأسد على الفريسة، ومنها اشتقاقها، وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان، فمن كان أقوى ايمانا فهر أحد فراسة؛ قال أبو سليمان الداراني رحمه الله: الفراسة مكاشفة النفس ومعاينة الغيب، وهي من مقامات الايمان. انتهى.
ال و فراسة رياضية: وهي التي تحصل بالجوع والسهر والتخلي، فإن النفس إذا تجردت عن العوائق والعلائق بالخلائق صار لها من الفراسة والكشف (1) (اتقوا فراسة المؤمن. ..)، الترمذي: 29
Halaman 241