202

============================================================

حتى تبل خمارها، ثم كان معاوية مخطئا إلا أنه فعل ما فعل عن تأويل فلم يصر به فاسقا. واختلف أهل السنة والجماعة في تسميته باغيا، فمنهم من امتنع من ذلك، والصحيح قول من أطلق؛ لقوله عليه الصلاة والسلام لعمار: لاتقتلك الفئة الباغية"(1).

ال وكان علي رضي الله عنه مصيبا في التحكيم. وزعمت الخوارج أنه كان مخطئا فيه وقد كفر؛ إذ الواجب في أهل البغي المحاربة لقوله سبحانه وتعالى: فإن بغت إخدننهما على الأخرى فقلنلوا التى تبغى حق تفىء إلل أمر الله ) [الحجرات: 9]، ولكنا نقول: المقصود إرادة دفع الشر وتأليف القلوب، وهذا فيما فعل رضي الله عنه.

ثم مما يتعلق بهذا المقام حديث الصحيحين عن أبي سعيد الخدري وغيره من أبناء أخواتها أم كلثوم زوجة طلحة، وأسماء زوج الزبير، بل كل من معها بمنزلة الأبناء في المحرمية، وكانت في هودج من حديد. (الاصطفاء للنبهان 322/3)، وفي الفتح الرباني: (أنه قال لعلي أنه سيكون بينك ويين عائشة أمر... قال: نعم، قال فأنا أشقاهم يا رسول الله، قال: لا، ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها) زوائد المسند 23- 37، الفتح الرباني، وقال خنيس لما بلغت عائشة مياه بني عامر ليلا نبحت الكلاب، فقالت أي ماء هذا؟

قالوا: ماء الحوأب، قالت: ما اظنتني، إلا اني راجعة، فقال بعض من كان معها بل تقدمين ويراك المسلمون فيصلح الله عز وجل ذات بينهم، قالت: إن رسول الله قال لها ذات يوم: وكيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحواب" رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.

(1) (تقتلك الفئة الباغية) رواه أحمد ه/214.

Halaman 202