120

============================================================

ومعنى الشيء إثباته بلا جشم ولا جوهر ولا عرض،.....

ثم اعلم أن الشيء في أصله مصدر يستعمل بمعنى المفعول كما في قوله تعالى: والله على كل شى وقدير) [البقرة: 284]، وبهذا المعنى لا يجوز إطلاقه على الله تعالى، وبمعنى الفاعل كقوله سبحانه: قل أى شىء اكبر شهندة قل الله شهيد بينى وييك) [الأنعام : 19]، وحينئذ يجوز اطلاقه عليه سبحانه، وقد يراد به مطلق الموجود إلا أنه فرق بين المعبود ال و الموصوف بأنه واجب الوجود، وبين الممكن الوجود الذي يستوي ال وجوده وعدمه في مقام المقصود، فبهذا الاعتبار إطلاق لفظ الشيء عليه سبحانه أحق من إطلاقه على غيره.

(ومعنى الشيء)، أي معنى كونه شينا لا كالأشياء: (إثباته)، أي اثبات وجود ذاته (بلا جسم ولا جوهر ولا عرض)(1)، أي في اعتبار صفاته (1) بلا جسم ولا جوهر، ذلك لأن الجوهر هو الأصل، فيستحيل أن يكون الله تعالى اصلا للخلق، وإنما هو خالق والخلق مخلوق له، والعرض ما يقوم بغيره كاللون مع الملون وكل صفة للخلق مع موصوفها. وقال ابو الفضل التميمي الحبلي: أتكر احمد على من قال بالجسم، لأن الأسماء مأخوذة من الشريعة واللغة، وأهل اللغة وضعوا هذا الاسم على ذي طول وعرض وسمك وتركيب.

وجاء في كتاب (المواقف) ص 273: الثاني : ليس تعالى بجسم لأنه لو كان جسما لكان متحيزا، وأيضا يلزم تركيبه وحدوثه، وأيضا لو كان جسما لاتصف بصفات الأجسام إما كلها فيجتمع الضدان وإما بعضها فيلزم الترجيح بلا رجح... السادسة: آنه يمتنع أن يقوم بذاته حادث، منع الجمهور من قيام الحوادث بذاته، وقال المجوس كل حادث قائم به، والكرامية، بل كل حادث يحتاج إليه سبحاته في الايجاد ص 275. وزعمت الكرامية أن الله تعالى جسم

Halaman 120