109

============================================================

ل وصفاته كلها في الأزل بخلاف صفات المخلوقين، يغلم لا كعلمنا، ويقدر لا كقدرتنا،..

السلف: منه بدا، آي هو المتكلم به فمنه بدا، آي لا من بعض المخلوقات كما قال الله تعالى: { تنزيل من الرحمان الرحيو} [فصلت: 2]. ومعنى قولهم (إليه يعود): أنه يرفع من الصدور والمصاحف كما ورد في الأحاديث.

انتى: والأظهر عندي أن معنى: (واليه يعود): يرجع إليه علم تفصيل كيفية كلامه وكنه حقيقة مرامه، فان سمع موسى كلامه لا يتصور آن يقال سمعه كله آو بعضه.

(وصفاته)، وفي نسخة: لم يزل صفاته (كلها)، آي ونعوت الباري جميعها واقعة (في الأزل بخلاف صفات المخلوقين)، أي لا تشابه نعوتهم الاوان وقع الاشتراك الاسمي في صفات الحق ونعت الخلق من العلم والقدرة والرؤية والكلام والسمع ونحوه، كما بينه بقوله (يعلم)، أي الله تعالى، كما في نسخة (لا كعلمنا)، أي معشر الخلق، فإنا نعلم الأشياء بالات وتصور صور حاصلات في آذهاننا بقدر آفهامنا وإعلامنا، والله تعالى يعلم حقائق الأشياء كليها وجزئيها ظاهرها ومخفيها بعلم ذاتي صمدي أزاي ابدي: (ويقدر)، أي الله سبحانه (لا كقدرتنا)، لأن قدرته تعالى قديمة واما هو سبحانه وتعالى ففاعل مختار وقادر حكيم مدبر بقدرة واختيار.

Halaman 109