95

Minah Makkiyya

Genre-genre

============================================================

تطرد الجن عن مقاعد للشف ع كما تطرد الذياب الوعاء (تطرد) حال من (الشهب) أو صفة له كما في : ولقذ أمرو على اللئيم يسبني لكن ظاهر المقام يرجح الحالية؛ إذ رعاية التنكير هنا بعيدة (الجن ) ومر أنهم أجسام نارية تقدر على التشكل في الصور المختلفة (عن مقاعد) أي : أمكنة قريبة من السماء يقعدون فيها (للسمع) أي: ليسمعوا شيئا من الملائكة المتكلمين بما سيقع في الأرض من الأقضية والمغيبات، إما بكون رئيسهم يلقيه عليهم ليكتبوه فيتلقونه منه، أو أن بعضهم ينسخه من كتب البعض الاخر، زيادة في الاعتناء والظهور للملائكة وأصل هلذا : قوله تعالى : قل أوحى إلى أنه أستمع نفر من الجن} إلى قوله : فمن يستمع الأن يجد له شهابا رصدا فلما سمع الجن ذلك.. عرفوا الحق فآمنوا ، ثم ولوا إلى قومهم منذرين قائلين ما حكاه الله تعالى عنهم أواخر (سورة الأحقاف) ويوافق هذا ما رواه أهل السير: أنه لما حيل بينهم وبين خبر السماء.. قالوا : إن ذلك لأمر حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها وانظروا ما حال بينكم وبين خبر السماء، فخرجت طائفة منهم من جن نصيبين باليمن قبل تهامة، فوجدوا النبي صلى الله عليه وسلم بتخلة - قرية على ليلة من مكة - مع أصحابه يصلي الصبح وهو يقرأ، فاستمعوا له ثم قالوا : هذذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فأسلموا وولوا إلى قومهم منذرين، وفي ذلك نزل : قل أوحى إلى. .. الآيات، وإذصرفنا إليك نفرا من الجن. .. الآية(1).

قال الحافظ ابن كثير : (ذكر ابن إسحاق : أنه صلى الله عليه وسلم خرج إلى أهل الطائف يدعوهم إلى الإسلام، وأنه انصرف عنهم فبات بنخلة يقرأ تلك الليلة، فاستمع جن نصيبين؛ أي: مدينة بالشام . اهوما ذكره صحيح إلا قوله : إن استماع (1) انظر "سيرة ابن هشام" (422/2)، و9 الكامل" (686/2)، و1 تاريخ الإسلام" (197/2)، و" البداية والنهاية "(22/3)

Halaman 95