============================================================
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، بل قال أبو الحسن الشاذلي : (لو حجب عني النبي صلى الله عليه وسلم طرفة عين.. ما عددت نفسي مسلما) والقطب علي ابن القطب محمد بن أبي الوفا - وهما من جملة المنتسبين إلى القطب الشاذلي، ومن ثم قالوا: الطريقة الوفائية خلاصة الطريقة الشاذلية - ممن حفظت عنه رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة مرارا، لا سيما عند قبر والده بالقرافة، كما هو مسطور في كراماته، فكون الناظم منسوبا لهلؤلاء الواقعة لهم الرؤية يقظة.. يقرب أنه سأل في وقوع ذلك له كماوقع لهم ولقد كان شيخي وشيخ والدي الشمس محمد بن أبي الحمايل يرى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة كثيرا، حتى يقع له أنه يسأل في الشيء فيقول: حتى أعرضه على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدخل رأسه في جيب قميصه ثم يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه كذا، فيكون كما أخبر، لا يتخلف عن ذلك أبدا فاحذر من انكار ذلك فإنه السم الوحي (1).
تنبيه: ما ذكرته من مناسبة الأول والثاني. بعيد؛ إذ لا يناسبه لفظ: (خصني)، بل ولا معناه ؛ لأن الذي تمناه رؤيته في حياته؛ ليكون من أصحابه، أو في الموقف، أو في الجنة، وكل مسلم يتمنى ذلك، فالتمني آمر عام لا خصوصية فيه، ومن الثالث قريب، يناسبه لفظ (خصني) ومعناه؛ أي: ليته خصني فيما مضى برؤيتي له في التوم الرؤية السابقة، فالمعنى فيه صحيح، وكذا الخصوصية لأن مرائي الناس له في النوم متعددة الأنواع والدلالات ، فلا بدع أن يتمنى وقوع رؤية تخصه دون غيره، باعتبار ما تدل عليه من اللحظ والإمداد وغيرهما، ولا نظر إلى هو الثالث: تبيه آخر: من المقرر عند المحققين أن (الباء) في حيز الاختصاص وما اشتق منه (1) الوحي : السريع القتل.
Halaman 276