============================================================
ثم هلذه التشبيهات جرت على عادة العرب، والا. فلا محدث يعادل صفاته الخلقية والخلقية و أما بصره صلى الله عليه وسلم. . فيكفيك : { ما زاغ البصر وماطنى وصح عن ابن عباس رضي الله عنهما : (كان يرى بالليل في الظلمة كما يرى بالنهار في الضوء)(1)، وصح: أنه (كان يرى في الصلاة من خلفه كما يرى من أمامه)(2) أي: رؤية إدراك، كهي بالبصر؛ إذ الرؤية الواقعة على جهة الكرامة لا تتوقف عليه ولا على شعاع ولا على مقابلة عند أهل السنة ، وما قيل : كان له عينان بين كتفيه كسم الخياط يرى بهما ولا تحجبهما الثياب.. لم يثبت مايدل عليه، والأصل عدمه، كزعم أن صورهم كانت تنطبع في قبلته (2) صلى الله عليه وسلم، أو أنها رؤية قلب، أو آن المراد بها: العلم بوحي أو إلهام، وحديث: " إني لا أعلم ما وراء جداري".. لم يعرف له سند، وإنما ذكره ابن الجوزي في بعض كتبه بلا اسناد، ويفرض وروده.. فهذا غير ما تحن فيه؛ لأن المفي علم الغيب بما وراء الجدار حيث لم يعلم به بوحي أو إلهام، ومن ثم لما ضلت ناقته، وقال بعض المنافقين : هو يزعم علم الغيب.. قال : " وألله إني لا أعلم إلا ما علمني ربي، وقذ دلني ربي عليها، وهي في موضع كذا، احتبستها شجرة بخطامها" فذهبوا فوجدوها كما أخبر صلى الله عليه وسلم، وبفرض التعارض: فما مر في حالة الصلاة، وهنذا خارجها وجاء: أنه كان إذا التفت.. التفت جميعا؛ أي : لا يسارق النظر، ولا يلوي عنقه يمنة ولا يسرة كالطائش الخفيف، وأن جل نظره النظر بلحاظه صلى الله عليه وسلم، وهو: جانب العين الذي يلي الصدغ، وأنه صلى الله عليه وسلم عظيم العينين، أهدب الأشفار، مشرب العينين بحمرة(4).
(1) أخرجه البيهقي في " الدلائل " (75/6) (2) اخرجه بنحوه البخاري (419)، ومسلم (423)، وأحمد (319/2)، والحاكم .(232/1 (3) في (1) و(ب): (قلبه).
(4) أخرجه أبويعلى (370)، وأحمد (89/10)، والبزار (160)، وغيرهم
Halaman 207