170

Minah Makkiyya

Genre-genre

============================================================

نقض الصحيفة من جملة الكرام الذين يتعين قداؤهم عند الحاجات والشدائد إن نفع الفداء؛ لأنهم بذلوا نفوسهم في آمر عظيم جدا كما يعلم من ذكر قصتها، وهي: أن قريشأ لما رأت عزة النبي صلى الله عليه وسلم بأمره في سنة خمس من النبوة بضعة عشر من أصحابه منهم عثمان وزوجته رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة واستقرارهم فيها، وبإسلام حمزة ثم عمر بعده بثلاثة أيام، وبفشو الاسلام في القبائل.. أجمعوا على أن يقتلوا النبي صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك أيا طالب، فأتوا إليه بعمارة بن الوليد أعز فتى فيهم ليأخذه بدل ابن أخيه فأبى، وجمع بني هاشم وبني المطلب، فأدخلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم شعبهم ومنعوه ممن أراد قتله، وأجابوه لذلك حتى كفارهم حمية على عادة الجاهلية فلما رأت قريش ذلك.. اجتمعوا واثتمروا أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بني هاشم وبني المطلب: أن لا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم، ولا يبيعوا منهم شيئا ولا يبتاعوا، ولا يقبلوا منهم صلحا أبدا حتى يسلموا لهم رسول الله صلى الله عليه ل وسلم للقتل، وكتبوا ذلك في صحيفة بخط بعضهم، فشلت يذه، وعلقوا الصحيفة في جوف الكعبة تأكيدا في حفظها وبقائها، وكان ذلك هلال المحرم سنة سبع من النبوة، فانحاز بنو هاشم وبنو المطلب إلى آبي طالب، فدخلوا معه في شعبه إلا أبا لهب فكان مع قريش لعنه الله، فأقاموا على ذلك سنتين أو ثلاثا حتى جهدوا، وكان لا يصل إليهم شيء إلا سرا، حتى إن حكيم بن حزام حمل غلامه حبا يريد به عمته خديجة رضي الله عنها، فلقيه أبو جهل اللعين فتعلق به وأراد آن يفضحه ، فانتصر له أبو البختري بن هشام بن الحارث بن أسد ، وقال : خل سبيله فأبى، قأخذ له لخي جمل فضربه به فشجه ووطئه وطءا شديدا، فلما مضت تلك المدة. قام أولعك الخمسة في نقض تلك الصحيفة، وكان رأسهم هشام بن الحارث؛ لعزته بعمه لأمه الذي هو أخو عبد المطلب، ومن ثم كان واصلأ لبني هاشم، فكان يأتيهم ليلأ بالبعير وعليه الطعام إلى فم الشعب فيخلع خطامه ويضربه حتى يدخل (1).

ولعزة هشام بعمه هذا مشى إلى زهير بن عاتكة بنت عبد المطلب، فقال: (1) انظر "سيرة ابن هشام" (353/1)، و"طبقات ابن سعد" (208/1)، و1 سبل الهدى والرشاد "(502/2)

Halaman 170