وأصبحوا لعنة على لسان الاجيال الى ان تقوم الساعة ، ولم يتحدثوا عن حياتها مع زوجها عبدالله لانها في تلك الفترة من تاريخها كانت منصرفة لبيتها وأولادها واعدادهم الاعداد السليم كما كان ابوها يعدها ويعد اخوتها وقد اكتفت بذكر الله وعبادته والتضرع اليه في ليلتها ونهارها والاستفادة من مدرسة امها وأبيها وأخويها الحسن والحسين عن ذكر الناس والقيل والقال والاشتراك في الفتن والاحداث.
وقد اعتاد المؤرخون والكتاب ان يتحدثوا عن المرأة من خلال نزعاتها واشتراكها في الفتن وأحداث عصرها وركوبها الحمال والبغال في ساحات الحروب والمعارك وعما ترويه من الاحادي المكذوبة عن النبي صلى الله عليه وآله كالتي كانت تنسبها بعض زوجاته اليه زورا وافتراء كما يتحدثون احيانها عن ربات البيوت من خلال مظاهر البذخ والترف وعدد الجواري والعبيد ومجالس الغناء والشراب اما البيوت التي تكون لله وفي سبيل الله والتهجد والعبادة وللعلم والتعليم والارشاد فلا يعنيهم من امرها شيئا.
لقد كان بيت العقيلة من تلك البيوت التي وصفها بعض الشعراء بقوله :
منازل كانت للرشاد وللتقى
وللصوم والتطهير والصلوات
ووصفها ابو فراس الحمداني في قصيدته التي يعدد فيها فضائل العلويين ومساوئ الامويين والعباسيين بقوله وهو يخاطب العباسيين :
تنشي التلاوة في ابياتهم سحرا
وفي بيوتكم الاوتار والنغم
Halaman 102