Dari Penghijrahan ke Ciptaan: Penulisan
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٢) التأليف: تمثل الوافد - تمثل الوافد قبل تنظير الموروث - تمثل الوافد بعد تنظير الموروث
Genre-genre
يرجع ابن رشد التاريخ من المتأخر إلى المتقدم عودا إلى الأصول. يعيد متأخري الإسكندرانيين إلى متقدميهم، ومتقدمي الإسكندرانيين إلى الإسكندر، والإسكندر إلى أرسطو. ويظهر البريء أمام المتهمين الشراح على اختلاف أجيالهم. يظهر الإسكندرانيون أتباع الإسكندر، منهم المتقدمون والمتأخرون، إحساسا من ابن رشد بالزمان عكسيا؛ فالمتقدم خير من المتأخر، والسلف خير من الخلف. وبالرغم من اتهام الفارابي الإسكندرانيين بتحريف كلام الإسكندر إلا أنه يشارك في نفس التصور، أن الخلف انحراف عن السلف. لا خلاف في ذلك بين الشراح المسلمين والشراح اليونان. ولو أن الشراح المسلمين اتبعوا المتقدمين مثل الإسكندر أكثر من اتباعهم المتأخرين، فالسلف خير من الخلف، والأوائل أفضل من الأواخر. يدافع أبو نصر عن الإسكندر ضد الإسكندرانيين، وجعل ما طلبه الإسكندر شرطا يذهب أي شك في المقدمة. ويرفض ابن رشد زيادة الإسكندر العرضة للنقد؛ لأن رسم أرسطوطاليس ليس ناقصا كما رآه الإسكندر، بل كامل لا يحتاج إلى تمثيل؛ ومن ثم يكون حد أرسطو للحد حدا تاما لا ينقصه تمثيل كما توهم الإسكندر وأبو نصر، في حين أن زيادة الإسكندر فيها زيادة ونقص. يدافع ابن رشد عن الرسم التام عند أرسطو، وأنه ليس في حاجة إلى تمثيل كما يقول الشراح؛ فالمقدمة، وهو الحد، تنحل بالذات إلى الموضوع ومحمول دون حاجة إلى تمثيل. الموضوع هو أن اقتران الموضوع بالمحمول، وهو شرط المقدمة، ليس حدا عند الإسكندر.
ويتصدر الفارابي بمفرده. كما يظهر كلام العرب لإبراز الموروث اللغوي. يوافق الفارابي الإسكندر في سوء فهمه لأرسطو، ويتابع تحريف الإسكندرانيين، وكلاهما متوهمان. أما ابن رشد فإنه يعود إلى الأصل؛ فالأصل أصدق من الفرع، وهو مقياس أصولي لحل مشكلة التعارض والتراجيح؛ فحد أرسطو هو الحد التام لا ينقصه شيء، لا زيادة ولا تمثيل، كما توهم الإسكندر وأبو نصر.
96
ونص أرسطو قصير، وهو جوهر المسألة. يقوم ابن رشد بنقد الوافد والموروث عند الشراح المسلمين والموروث الوافد عند النصارى، ويحاول فض النزاع بين المتخاصمين كقاض عالم. لم يخطئ أرسطو الا نادرا، ويعود خطؤه إلى الشراح. وبالرغم من أنه يقول أحيانا «زعم» أرسطو، فإنه لا يعني تخطئته، بل تطهيره من سوء التأويل في الحضارتين اليونانية والإسلامية، كما طهر الإسلام العقائد المسيحية من الخلافات العقائدية، والعودة إلى الأصول الأولى، والوضوح العقلي، والأمر نفسه، إعادة دراسة الشراح نوع من عذر أرسطو، وإكمال الناقص أو الجمع بينه وبين أفلاطون كما فعل الفارابي، أو عذره بسبب اللغة اليونانية ونقلها إلى اللغة العربية.
ويحيل ابن رشد إلى كلام العرب حتى في مقالات المنطق، ولو بدرجة أقل من شروحه وتلخيصاته وجوامعه؛ لأنها أقرب إلى منطق العرب منها إلى منطق اليونان. مثال ذلك غياب الرابطة في القضية الحملية إلا الضمير، وهو الميدان الذي تألق فيه الفارابي.
97
وينتهي المقال بالدعوة إلى الله بالتوفيق للصواب، والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه. (ي) وفي «كليات الجواهر وكليات الأعراض» يتصدر أرسطو وحده، ولا يظهر فعل القول إلا مرة واحدة في زمن المضارع تعبيرا عن حقيقة، وليس رواية لتاريخ قبل أن يرصد ابن رشد تأويلات الآخرين له، إبرازا للموضوع، جسم الجريمة قبل اتهام المئولين والدفاع عن أرسطو.
98
وكلام أرسطو أوضح وأبسط وأسهل من شروح مئوليه. يستعمل ابن رشد برهان الخلف في تفنيد التأويلات الخاطئة لأرسطو من أصل إثبات المحال الذي ينتج عنها، وينتهي إلى بعد غور أرسطو وفطرته الفائقة وقدرته على الوصول إلى الحق. والعمق والفطرة مقياسان إسلاميان، العمق والوضوح، الباطن والظاهر. يهدف ابن رشد إلى معرفة الشيء وتأويلاته القديمة عند اليونان والجديدة عند المسلمين، فيقوم بتصحيحها والعودة إلى أصل أرسطو.
والحقيقة أن الفارابي وابن سينا كانا يقومان بعمليات حضارية، النقل والاستيعاب، وابن رشد الفقيه يريد العودة إلى النص الأصلي في الفلسفة، مثل ابن حزم وابن تيمية في الكلام. وهذا انتصار لأرسطو لاتفاق قوله مع قول ابن رشد مع الأمر نفسه الذي تم اكتشافه في حضارتين مختلفتين وعبر عنه فيلسوفان.
Halaman tidak diketahui