Dari Penghijrahan ke Ciptaan: Penulisan
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٢) التأليف: تمثل الوافد - تمثل الوافد قبل تنظير الموروث - تمثل الوافد بعد تنظير الموروث
Genre-genre
18
وتحقق جالينوس من كتاب ديسقوريدس في الأدوية، وقاسها بالتجربة لمعرفة أغاليطه. ويقتبس ابن رضوان نصوصا من جالينوس لدرجة توحي بانبهاره بالقدماء ونقمته على المحدثين. وأرسطو هو الذي أعطى جالينوس المبادئ العامة للطبيعة. ويقوم ابن رضوان بتحليل الطب على مستوى الشعور لمعرفة غرض كل طبيب؛ فالعلم قصد. ابن رضوان وحده، مغرورا، هو الذي فهم الطب، وصحح أخطاء السابقين. ولم يفهم أحد جالينوس مثله، قارئا الرازي، قارئا جالينوس، قارئا ثاسلس، قارئا أبقراط، مرايا أربعة استطاع ابن رضوان أن ينفذ إليها كلها .
19
ولا يتضح في النص فقط أولوية تمثل الوافد على تنظير الموروث، بل الانبهار بالوافد ونقد الموروث. فمن الوافد يتصدر جالينوس، ثم أبقراط، ثم ثاسلس، ثم ديسقوريدس أساسا، ثم أفلاطون وأرسطو، ثم إقليدس وأغلوقون وبطليموس وأورباسيوس، في حين يتصدر الموروث الرازي، ثم حبيش، ثم علي بن عباس المجوسي وعمر بن عبد العزيز والمأمون، ثم أيوب الرهاوي وسرجس الراسي وأبو سعيد بن الكرجي والمصري والبطريق.
20
وبقدر ما يوجد المدح للوافد اليوناني، فجالينوس أفضل الأطباء والذي يحذى صنعه، حتى إنه ليستشيره في أحلامه، وأبقراط أول من أحكم مصطلح ومهنة الطب، وديسقوريدس لاعتماده على التجربة، ينقد الرازي في الأخلاط، وأسلوبه خشن في نقد معاصريه وسابقيه، مثل حنين بن إسحاق، كما يتضح ذلك في قسمة كتابيه إلى مقالين بلا عناوين. ومع ذلك فالأول في الانبهار باليونان أبقراط وجالينوس، بل في عناوين الأبواب، والثاني في بيان الأسباب المغلطة لكتب الطب بعد جالينوس حنين بن إسحاق والرازي، والأولى أكبر والثانية أصغر.
21
يقيس حنين بجالينوس، والموروث بالوافد، ويحكم عليه بالجهل، مع أن الخطأ بالطب لا يعني الجهل به. ويتحقق من خطأ الرازي بذكر النصوص المئولة.
22
لم يستطع ابن رضوان قبول مناهج التعليم في عصره، ولا السفر إلى بغداد للتعلم، فعكف على شرح الأصول بداية بجالينوس في كتاب «في آراء أبقراط وأفلاطون»، وأعجب بجالينوس؛ لأنه وجد أن صناعة الطب لا تقوى إلا بدراسة الهندسة أو المنطق لمعرفة طرق البرهان، وللمساعدة على معرفة القرانين الكلية في صناعة الطب؛ لذلك كان منطقيا وطبيبا؛ فالطب المنطقي أفضل من غياب المعلم الجيد. وبالرغم من مساهمة المصريين واليهود في الطب إلا أن جالينوس هو صاحب الفضل الأعظم فيه. ولقد عرف ابن رضوان أبقراط وأفلاطون من خلال جالينوس الذي يعني باليونانية الفاضل أو المؤيد، كما يصفه ابن رضوان.
Halaman tidak diketahui