Dari Pengangkutan ke Kreativiti (Jilid Pertama Pengangkutan): (3) Penjelasan: Tafsiran - Ringkasan - Kompilasi
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع
Genre-genre
وموضوع النفس هو المتوسط بين الطبيعة وما بعد الطبيعة، في الطبيعة باعتبارها متصلة بالجسم وفيما بعد الطبيعة باعتبارها قوة ناطقة أو عقلا بالفعل متصلا بالعقل الفعال. فالصحة والمرض للنفس الجسمية وليس للنفس الروحانية. وقوى النفس في الزرع قوى شبيهة بالعقل ولكنها ليست كالعقل بل تفعل فعل العقل ودون آلة جسمانية. كلاهما لا يعمل بآلة. هي قوة تنتسب إلى المبادئ الطبيعية وليس إلى المبادئ الإلهية لأنها لا تعقل ذاتها وغير مفارقة. والبرهان على ذلك أن هذه الصور لا تتكون بذاتها إنما يتدخل العقل الفاعل المفارق للهيولى في حدوث القوى العقلية فقط لأنها غير مخالطة للهيولى، ولكن لم يفهم أحد برهان أرسطو كما فهم ابن رشد. فكل عقل يتولد من نوعه، الهيولاني عن الهيولاني، والمفارق عن المفارق، المركب عن المركب، والبسيط عن البسيط. ولكن عادة أرسطو الإيجاز. وأرسطو يفحص عن ذلك في موضوع النفس. وتتم سعادة البشر باتصالهم بالعقل كما بين ذلك أرسطو في كتاب النفس. وهو عقل مفارق يتم الاتصال به كمبدأ يعلق به البشر كما تتعلق السماء، وهذا هو معنى قول أرسطو أن الإنسان يولده إنسان والشمس أي الفعل الإنساني والفعل الإلهي؛ لذلك لا خوف على السماء من التوقف أو الفساد، أما قوى الأجسام وأفعالها فيها فإنها متناهية في حين أن كل فعل مستوى أي مستمر فإنه غير متناه، يصدر عن قوة غير متناهية.
46
والحقيقة أن الاتجاه الطبيعي عند أرسطو لا يعني أن الأشياء المتكونة تحدث عنه باتفاق لأن الطبيعة ليست أشياء مصنوعة ولا تعمل شيئا باطلا بل تهدف إلى غاية وقصد. وخير دليل على ذلك تحليل طبيعة الحيوان والنبات. فالقوة الكامنة في البذور تتولد عنها الصور؛ لذلك يقول أرسطو إن الإنسان يولده إنسان. والعقل المكتسب في كتاب النفس ليس هو العقل بالملكة ولا جزءا منها. ويحتمل أن تكون الطبيعة قد ألهمت إلهاما من سبب أكرم منها وأشرف وأعلى مرتبة. وهي نفس الأرض التي يظن أفلاطون أنها حدثت عن الآلهة الثواني. ويظن أرسطو أنها حدثت عن الشمس والفلك المائل؛ لذلك راحت تفعل مشتاقة نحو الغرض وكأن أفلاطون وأرسطو يقولان بالخلق وإن استعصى عليهما معرفة الخالق. الآلهة الثواني في الأرض عند أفلاطون أو الشمس عند أرسطو. وكانت وظيفة الوحي صياغة نظرية عقلية للخالق بعد أن عرف اليونان المخلوق.
47
فالقوة التي في البذور تجعلها متنفسة بالقوة وليس فيها شيء متنفس بالفعل. والفرق بين القوة والفعل هو الفرق بين المجاز والحقيقة؛ لذلك يشبهها أرسطو أحيانا بالقوة الصناعية حقيقة، وبالقوة الإلهية مجازا لأنها قادرة على إعطاء الحياة. وهي تشبه العقول لأنها تواقة إلى غاية. ولما كانت تفعل بالحرارة سماها أرسطو الحرارة النفسية التي تولد الصور في البذور دون اختراعها. وقد اتبع أرسطو التعليم في ذلك على جهة الأشهر والأبسط. وقال ما يعرفه الناس من أن الجوهر غير المتحرك مبدأ. وعرض مبادئ الجوهر غير المتحرك في علم ما بعد الطبيعة ومبادئ الجوهر المتحرك في علم الطبيعة وكأن أرسطو في تعبيره عن الحقيقة يستعمل الثقافة الشعبية لإيصال الناس ما يعلم بما في ذلك الدين. كانت القضية عند أرسطو هي هذا الميزان المتعادل بين الطبيعة وما بعد الطبيعة، بين التناهي واللاتناهي، بين المادة والصورة؛ لذلك قام فكره على التمييز من أجل رفع الخلط بين المستويين والذي يتمثل في رد الصوري إلى المادي كما يفعل الطبائعيون أو رد المادي إلى الصوري كما يفعل الأفلاطونيون. حرص أرسطو على المستويين مستوى الجوهر والحركة ومستوى الصورة والثبات. ويظل الإشكال في المستوى المتوسط، مستوى الحركة اللولبية وحركة الأفلاك. ويحاول ابن رشد توضيح موقف أرسطو بحيث يجعله يقول بالعناية التي بها تحول جميع الشكوك. فيركب الوافد على الموروث، ظنون الوافد في يقين الموروث.
48
ويمكن توضيح الخلاف بين أفلاطون وأرسطو في نشأة النفس عن الآلهة الثواني أو عن الشمس والفلك المائل على النحو الآتي:
ومن ثم يكون أرسطو هو الجامع بين الكمون والاختراع، ويكون الدين قد اختار الإبداع والاختراع. وتأتي قراءة ابن رشد له لتبين كيفية تعشيق الوافد في الموروث في نظرة كلية واحدة من الداخل وليس من الخارج كما فعل الفارابي في الجمع بين رأيي الحكيمين.
49
ونظرا لقدرة أرسطو على معرفة الحق أصبح هو الحكيم
Halaman tidak diketahui