Dari Hidup ke Mati: Kepada Abangku
من حي إلى ميت: إلى أخي
Genre-genre
فنظرتك يائسا، وهرولت مسرعا إلى الأطباء أستنجدهم؛ لينقذوك من غائلة الموت الذي أصبح على قيد باع منك.
ثم عدت والأطباء، وكان الموت ببضع ثوان سبقنا جميعا.
رأيتك - ويا لهول ما رأيت - جثة هامدة، لا حراك فيها، والأطباء حولك يتشاورون في سبب موتك.
وأما أنا ففي بادئ الأمر لم أصدق ما حل بك، وأخذت أناديك بأعلى صوتي، وألتمس منك جوابا، ولكن عبثا حاولت ذلك؛ لأنك كنت رهين المنون.
لم أنظرك يا أخي ساعة احتضارك، ولكن عقيلتي التي كانت تمسح عن جبينك عرق الشدة، أخبرتني كيف أسلمت روحك كالبرق، وانطفأ سراج حياتك، كما تنطفئ الشمعة في الهواء.
يا أخي:
لم تظهر ألما شديدا في ساعة نزاعك، ولا وجلت أمام الموت، ولا تأوهت على خسران حياتك، مع أني أعهدك تحب الحياة حبا جما، وتحافظ على كيانك محافظة شديدة، فكيف بك وقد أظهرت كرها للعيش، وازدريت بدنياك، وما فيها من جمال ومال، دون أن تعتد بهما.
كنت جميلا في الموت بقدر ما كنت جميلا في الحياة، وكان العواد جميعهم يرونك كالنائم نوما هنيئا لا كالفاقد الأجل.
نظرتك النظرة الأخيرة على باب القبر، هناك فتحت التابوت بيدي، وقبلتك قبلة الوداع، وكان وجهك لم يزل جميلا مع أن القضاء كان قد حل بك منذ أكثر من ثلاثين ساعة.
وضعك الحفارون في قبرك بعد أن أغلقوا تابوتك جيدا، ثم ابتدأ المؤبنون يتسابقون على تأبينك، معددين مناقبك، وجميل سجاياك، وما أن انتهوا حتى أخذ الحفارون يهيلون التراب عليك، وأنا واقف بقرب رمسك، ذاهل العقل، مكسور القلب والجناح، وحولي جمع غفير من المشيعين الذين كانوا واقفين مثلي حاسري الرءوس، وخاشعين أمام ضريحك.
Halaman tidak diketahui