Dari Hidup ke Mati: Kepada Abangku
من حي إلى ميت: إلى أخي
Genre-genre
رجوعي إلى المكسيك مصحوبا بعيلتي
في أوائل نيسان من سنة 1928 تلقيت كتابا من النسيب خليل أسعد نادر الذي كان مستخدما في محلنا التجاري، يلح علي بالعودة إلى المكسيك؛ لأن أخي معتل الصحة، لا يستطيع القيام بأعباء أشغالنا. ثم استلمت تحريرا من أخي ينبئني بأن الأطباء الذين فحصوه مدققا اتفقت كلمتهم على شفائه قريبا.
وأما أنا فلم يعد يهنأ لي عيش في بيروت، فودعت الوالد الحنون، وأبحرت إلى المكسيك في 16 نيسان سنة 1928 مصحوبا بعقيلتي وولدنا رفيق، الذي كان عمره حين ذاك سبعة أشهر لا غير.
وصلنا إلى مكسيكو في سبعة حزيران من السنة المذكورة، وكان استقبال أخي لنا استقبالا حافلا، وسروره بالتقائه بنا عظيما للغاية، وأما فرحه بولدنا رفيق كان لا يحد ولا يوصف، وهكذا كانت محبته له ولشقيقته سلوى، التي ولدت في مكسيكو.
كان - رحمه الله - يعطف عليهما كثيرا، ويرمقهما دائما بحنانه، وقد جاء على ذكرهما مرارا في ساعته الأخيرة.
بعد بضعة أيام من وصولنا ذهبت وإياه نستشير بعض نطس الأطباء عن صحته، وبعد أن فحصوه فحصا مدققا، ارتأوا أن يذهب إلى بلدة تواكان من أعمال ولاية بدابلا لأجل تغيير الهواء، والتماس الراحة التامة من عناء الأشغال، فذهب حالا مصحوبا بصديقه الحبيب ابن خالته عزيز، وبقي هناك شهرا كاملا، ثم عاد إلى العاصمة متمتعا بالصحة التامة.
مرضه الأخير - وفاته
في غرة شهر حزيران سنة 1929 شعر أخي برشح بسيط، فأعطاه طبيب العيلة مسهلا، وفي اليوم الثاني نزل إلى المحل التجاري، وقضى طيلة نهاره يشتغل فرحا مسرورا، لا يعلم ماذا تخبئ له الأقدار؛ لأنه أصبح في اليوم الثالث من شهر حزيران محموما، فجاء حالا طبيب العيلة، وبعد أن فحصه أشار علينا بوضع ممرضة له، ثم قال بأن مرضه بسيط جدا، وسيشفى قبل انتهاء الأسبوع.
وفي منتصف ليلة خامس حزيران طلبني إلى سريره، فذهبت إليه، ثم تبعني الطبيب، وبعض الأقارب الذين جاءوا للسؤال عنه؛ ولتمضية السهرة عندنا، فجلس في فراشه، وأخذ يودعني، ويودع الحاضرين قائلا لي: إن قوة إلهية أوحت إليه بأنه غدا يموت، مع كونه كان يتقدم إلى الصحة، فأخذنا نمازحه، ولم نعبأ بكلامه.
وفي اليوم الثاني - أعني في 6 حزيران - دهته نوبة قلبية أودت بحياته، فقضى مبكيا على شبابه وحميد خلاله، ليس فقط من أهله وذويه، بل من كل من عرفه، وسمع به.
Halaman tidak diketahui