Dari Akidah ke Revolusi: Nubuat - Kebangkitan
من العقيدة إلى الثورة (٤): النبوة – المعاد
Genre-genre
1
وتواتر الرسالة ليس معجزة قديمة، ولا حتى إعجازا جديدا، ولا حفظا إلهيا؛
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ، بل هو نتيجة لعمل علمي تاريخي في البحث عن مناهج النقل وطرق الرواية. فصحة الوحي التاريخية ليست معجزة، بل هو عمل المؤرخين والرواة والنقل وعلماء الحديث. ومما ساعد على ذلك كتابة الوحي منذ ساعة الإعلان؛ فلم يمر بمرحلة شفوية قد يحدث فيها التغيير والتحريف والتبديل. حفظت نصوص الوحي كتابة، وانتقلت من يد إلى يد حتى جمعها، ثم جمع الحديث بعد ذلك بمناهج النقل الشفاهي التي وضعها علماء الحديث ومنها التواتر. لقد حفظ الوحي في آخر مراحله ودون كلمة ومعنى، في حين أن الوحي كتابة، وانتقلت من يد إلى يد حتى جمعها، ثم جمع الحديث فقط لعدم تدوين الوحي لحظة الإعلان، ثم جمعه بعد ذلك دون معرفة بمناهج النقل وطرق الرواية، بل طبقا لمقاييس عقائدية صرفة؛ العقيدة الغالية، أو عقيدة السلطة الدينية، أو طبقا لقرارات هذه السلطة ذاتها؛ حصارا للعقائد المعارضة وتطويقا لها.
2
والوحي المكتوب أو الشفاهي قبل التدوين هو نقل أو سمع، وكلاهما خبر، والمخبر ليس جزءا من الخبر؛ لأن الخبر يكون جزءا بوجود السامع، لا بوجود المتكلم، هذا بالإضافة إلى أن المرسل باعتباره مخبرا أولا هو موضوع التوحيد في نظرية الذات والصفات والأفعال، والمرسل إليه باعتباره مخبرا ثانيا مجرد وسيلة؛ فالنبوة ليست شخصا، بل رسالة؛ فلم يبق إلا الرسالة والمرسل إليهم؛ أي الخبر والسامع.
والخبر كلام يحتمل الصدق والكذب؛ أي إنه قول أو خطاب يمكن التحقق من صحته وصدقه؛ لذلك لم تدخل العبارات الإنشائية ضمن الخبر، ولكن هل يعني ذلك أن التمني والتعجب والاستفهام والتساؤل والاستنكار وكل الصيغ الإنشائية لا يمكن إيجاد وسيلة للتحقق من صدقها؟ هل هي مجرد صيغ إنشائية لا تعبر عن واقع على الإطلاق، أي واقع، حتى ولو كان واقعا شعوريا؟ وهل الصيغ الخبرية خبرية تماما دون أن يكون فيها إنشاء، سواء فيما يتعلق بسلامة الإدراك أو خطئه أو بحياد الشعور وميله أو بصحة القضايا وكذبها؟ ألا يعبر الخبر نفسه عن رغبة في وصف الواقع وإصدار أحكام عليه كما هو؟ وهل هناك واقع مجرد دون رؤية إنسانية؟ أليس الواقع نفسه مكونا من مكونات الموقف الإنساني؟ ولماذا يدخل النفي والإثبات والمدح والذم والتعجب عند القدماء في الخبر، ويخرج الاستفهام والأمر والنهي والأسف والتمني والسؤال؟ أليس التعجب صيغة إنشائية مثل السؤال والتمني؟
3
ثم تظهر قسمة الوجود الثلاثية إلى واجب وممكن ومستحيل في تقسيم الخبر، فينقسم الخبر إلى ثلاثة أقسام: خبر عن واجب وهو الخبر الضروري، وخبر عن ممتنع وهو الخبر عن المحال، وخبر عن ممكن، ثم تظهر نظرية العلم في الخبر عن الضروري؛ إذ يشمل الضروري المعرفة الحسية والمعرفة العقلية والمعرفة السمعية، وهي القسمة الأصولية أيضا للأخبار. وفي الخبر عن ممكن يتحدد صدقه أو كذبه بالدليل، والدليل قد يكون داخليا بالاتفاق مع الحس والمشاهدة والعادة، أو خارجيا عن طريق التواتر؛ فالتواتر جزء من نظرية الخبر باعتباره دليلا على صدق الخبر الممكن.
4 (1) شروط التواتر
والتواتر يفيد العلم اليقيني، وما سواه من مناهج النقل وطرق الرواية لا يفيد إلا الظن. وإنكار ذلك يؤدي إلى إنكار النبوة، من حيث إمكانية نقلها وصحة النقل تاريخيا، وبوجه خاص إنكار صحة القرآن تاريخيا وانتقاله مدونا، وإنكار صحة الحديث تاريخيا وانتقاله شفاهيا. وفي هذه الحالة لا يبقى لصدق النبوة إلا صدقها النظري بأعمال العقل، وصدقها العملي بتحقيقها في الواقع. ولا يفيد التواتر العلم اليقيني بذاته، بل بشروطه، وهي شروط أربعة تؤدي في مجموعها إلى يقين التواتر، وإذا ما نقص شرط منها يصبح الخبر آحادا لا يفيد إلا الظن؛ فالآحاد ليس هو الخبر المروي عن طريق واحد، ولكنه المتواتر الذي تسقط منه أحد شروطه الأربعة، حتى ولو كان مرويا بأكثر من واحد.
Halaman tidak diketahui