Dari Akidah ke Revolusi: Nubuat - Kebangkitan
من العقيدة إلى الثورة (٤): النبوة – المعاد
Genre-genre
17
واعتبار الوحي تعبيرا عن الطبيعة الإنسانية ليس إنكارا للنبوة بقدر ما هو إثبات لدوامها عن طريق نزوع الطبيعة ؛ فالطبيعة هي الوحي، والوحي هو الطبيعة، وكل ما يميل الإنسان إليه يطبعه هو الوحي، وكل ما يتوجه به الوحي هو اتجاه في الطبيعة. الوحي والطبيعة شيء واحد. ولما كانت الطبيعة مستمرة فالوحي بهذا المعنى مستمر، والنبوة دائمة، ولكنا أنبياء يوحى إلينا من الطبيعة، وصوت الطبيعة هو صوت الله. والوحي الطبيعي هو أكبر رد فعل على الوحي الرأسي؛ فهو وحي بلا معجزات ولا ملائكة ولا أنبياء، ومع ذلك يقر بالتوحيد وبالبعث وبالجزاء؛ مما يجعل استعمال لفظ الوحي هنا استعمالا مجازيا خالصا، أي إدراك العقل القائم على الطبيعة، وبطبيعة الحال يستمر الوحي بهذا المعنى طالما أن هناك عقلا وأن هناك طبيعة.
18 (3) حفظ الوحي وبقاء الشريعة
وقد يضاف إلى الادعاء بالنبوة والقدرة على إجراء المعجزات القول بنسخ القرآن، وإبطاله كله أو بعضه، وبقدرة الإمام النبي على إحضار قرآن جديد ووحي آخر وشريعة بديلة، فيتوقف الوحي القديم ذاته، وتنسخ شريعته كلية، ويفسح المجال إلى الإمامة؛ النبوة الجديدة. ويكون الإمام الجديد من الصابئة؛ أي من دعاة الدين الطبيعي، ولا يكون من العرب، بل من العجم؛ مما يدل على الدافع السياسي وراء القول باستمرار النبوة ونسخ آخر شرائعها. فإن لم يتم استبدال العرب كلية، فيمكن استبدال فريق بفريق، وظهور الإمام النبي في الجماعة المضطهدة؛ لذلك يجوز البداء والنسخ، ليس فقط داخل آخر مرحلة، بل أيضا بعدها.
19
وقد يشكك في الوحي المدون نفسه، كله أو بعضه؛ فقد انتقل القرآن ورفع، أو أحرقت المصاحف قبل أن تجمع، فالقرآن الأول غير القرآن الثاني، وقد يحدث فيه التبديل زيادة أو نقصانا، مثال ذلك إخراج قصة يوسف من القرآن؛ لأنها قصة عشق، وكأن العشق ليس أحد مظاهر الوجود الإنساني مثل النبوة والعصمة.
20
ولا خفاء في أن الدافع لذلك دافع سياسي خالص؛ من أجل التشكيك لدى العامة في الرسول ودحض شرعيته، إما بزيادة نص أو بنقص آخر كان ينص صراحة على إمام آخر.
وقد يبدو من المتناقض التسليم بأن النبوة في آخر الزمان. والحقيقة أن هذه معتقدات أهل السنة في علامات الساعة من أمور المعاد، ولكن المسيح الدجال لن يأتي بنبوة جديدة؛ فقد توقفت النبوة، وإلا لظلت الإنسانية قاصرة حتى نهاية الزمان تنقصها مرحلة، ابتداء من ختم النبوة حتى المسيح الدجال، معلقة في التاريخ، لا هي ناقصة تتطور، ولا هي كاملة تعتمد على نفسها. ولا يأتي بشريعة جديدة، ولكنه ينزل على شريعة الإسلام، فيطبقها عنوة بعد أن تراخى في تطبيقها الحكام، وتساهل فيها الناس، ويحيي القرآن في قلوب الناس بعد موات.
21
Halaman tidak diketahui