Dari Akidah ke Revolusi: Nubuat - Kebangkitan
من العقيدة إلى الثورة (٤): النبوة – المعاد
Genre-genre
20
وإذا كانت الشفاعة لأطفال المشركين، فهل الأطفال عقلاء بالغون أحرار حتى يكونوا مكلفين؟ وإذا كانت الشفاعة للمؤمنين المطيعين، فإن في توبتهم كفاية لانقطاع العقاب ودوام الثواب.
21
وإذا كانت الشفاعة لصلحاء الأمة ليتجاوز عنهم في تقصيرهم في الطاعات، فإن الأعمال العظيمة تجب المعاصي، والتضحية بالعمر وبالنفس تجب اللمم. أما إذا كان المقصود من الشفاعة رفع الدرجات، وبلوغ مراتب أعلى في الجنان، فإن ذلك طمع، ورغبة في المزيد أسوة بما كان يحدث في الدنيا من زيادة غنى الغني، ورفاهية المترف، ويسر الموسر، بمزيد من الطاعات والعبادات. فالدرجات العليا في الدنيا لا بد وأن يقابلها رفيع الدرجات في الآخرة؛ حتى تستمر مزايا الدنيا بدعوى دوام الثواب! كما يؤدي ذلك إلى إثارة الأحقاد والضغائن والمنافسة في الجنة عند من لم تنلهم الشفاعة. وهل في الجنة رغبات وأطماع وهي دار السلام والصفاء؟
22
وتتم الشفاعة لدفع العذاب ولرفع الدرجات ضد قانون الاستحقاق. لا يرفع العذاب إلا بالموازنة أو التوبة؛ لأن الشفاعة دونهما، إعطاء نفع لمن لا يستحق. والدعاء لا يرفع العذاب؛ فالدعاء قول والتوبة عمل، وما أكثر القول وأقل العمل! ولماذا تتم الشفاعة لعدد معين 70000 كل واحد منهم يشفع في 70000 ألفا مثلهم؟
23
فيكون مجموع المشفع لهم 4900000000؛ أي أقل من خمسة مليارات بقليل، وهم أقل من عدد سكان الأرض حاليا بمليار واحد! ولماذا هذا العدد بالذات؟ هل عدد رمزي به الرقم 7، وبه الأصفار والآلاف زيادة في التعظيم والمبالغة؟ أليس هذا العدد أكثر من مسلمي الأرض؛ وبالتالي يتطلب ذلك الشفاعة لغيرهم؟ وهل الرسول على علم مسبق بأفعال العباد المستقبلة، أم هو قانون عام للتاريخ يمكن التنبؤ به؟ وإذا كانت الشفاعة لأهل الجنة من هذه الأمة، فهم ليسوا بحاجة إليها ما داموا في الجنة. وإذا كانت للناس جميعا بصرف النظر عن الأمة تصبح عامة للكل؛ وبالتالي تفقد خصوصيتها للبعض، وفي عموميتها يكون إثباتها مساويا لنفيها.
24
إن إدخال قوم الجنة بغير حساب ضد قانون الاستحقاق، وعدم مساواة بين من دخلها بحق وبين من دخلها بغير حق. وما فائدة العمل لمن دخلها بحق؟ وفيم كان الجهد والتعب والنصب؟ وهل لم يعد العمل هو مقياس الجزاء؟ على الأقل لا بد من وجود مراتب في الجنة لمن دخلها بجهد عرقه، ولمن دخلها شفاعة. وقد يثار خلاف حول أيهما يكون في مرتبة أعلى من الآخر؟ ويلاحظ في المشفوع لهم التضاد في المجموعات بين إدخال قوم الجنة بغير حساب، وبين عدم إدخال قوم النار استحقوا دخولها؛ أو بين إدخال المؤمنين المذنبين الجنة، وبين إخراج العصاة الموحدين من النار. أما باقي الشفاعات فلا حد لها، إنما صاغتها أحاديث من نسج الخيال الشعبي حول البطل والبطولة الفردية، وحاجة الدهماء إلى مخلص. وهنا يبدو الرسول زعيما لأمة، وشيخا لقبيلة، ورئيسا لجماعة.
Halaman tidak diketahui