Dari Aqidah ke Revolusi (1): Pengenalan Teori

Hasan Hanafi d. 1443 AH
133

Dari Aqidah ke Revolusi (1): Pengenalan Teori

من العقيدة إلى الثورة (١): المقدمات النظرية

Genre-genre

ليست المعرفة وحدها أول الواجبات؛ لأن المعرفة لا تتم إلا بالنظر. المعرفة نتيجة للنظر والنظر مقدمة لها. ولا تعني المعرفة بالضرورة معرفة موضوع معين، متعال على وجه الخصوص، بل مجرد إمكانية العلم والوصول إليه. هذه الإمكانية التي لا تحدث إلا بالنظر. وإن افتراض المعرفة قبل النظر ثم افتراض المعرفة بموضوع متعال سبق للنظر مرتين، وبالتالي وقوع في حكمين مسبقين لا يفترضهما النظر. وأحيانا تصبح المعرفة هي العلم، ويكون ذلك حكما مسبقا ثالثا. ليست كل معرفة بالضرورة علما؛ وعلى هذا النحو يختلط موضوع النظر بموضوع المعرفة كما يختلط موضوع المعرفة بموضوع العلم. وقد جعل القدماء «معرفة الله» أصل المعارف الدينية، فمنها يتفرع كل وجوب. ولكن «معرفة الله» أصل المعارف الدينية، فمنها يتفرع كل وجوب. ولكن «معرفة الله» مرحلة تالية لبناء المعرفة ذاتها، وهذه مرحلة تالية لبناء نظرية العلم، وهذه مرحلة تالية لتأسيس النظر كطريق للعلم. قد تكون «معرفة الله» خارج نطاق نظرية العلم وإمكانياتها، وبالتالي لا يكون النظر طريقا إليها.

38 «الله» موضوع مفارق لا يمكن تصوره أو إصدار حكم عليه كما قال المهندسون في الإلهيات.

39

ولكن مطلق المعرفة واجب أو المعرفة بالموضوعات الحسية؛ معرفة النفس، ومعرفة الآخرين، ومعرفة الأشياء، ومعرفة الأوضاع الاجتماعية والسياسية، ومعرفة حركة التاريخ ومساره. يحدث خلط إذن بين وجوب النظر ووجوب «معرفة الله». فالسؤال يتعلق بوجوب النظر كطريق للعلم وليس بموضوع النظر كموضوع للعلم. وعندما يتحول موضوع وجوب النظر إلى وجوب «معرفة الله»، فإنه يدخل في موضوع لاحق على تأسيس نظرية العلم وهو موضوع «العقل والنقل». وفي هذه الحالة يجعل الوجوب العقلي معرفة الله واجبة بالعقل؛ فالعقل أساس النقل أو يجعل الوجوب السمعي معرفة الله واجبة بالسمع، فالنقل أساس العقل.

40

إن الحديث عن وجوب النظر قد يكون نفسه حديثا في وجوب المعرفة، في حين أن النظر شيء والمعرفة شيء آخر. والمعرفة هي النهاية. النظر هو المنهج والمعرفة هي الموضوع، النظر هو المقدمة والمعرفة هي النتيجة. لا يهم في الوجوب العقلي للنظر وجوب موضوع معين، سواء كان ماديا أم صوريا، بل الوجوب العقلي ذاته من حيث هو نظر وتحليل وفهم وإدراك؛ أي من حيث الذات العاقلة. بعد ذلك يمكن إدراك مقدمات النظر ونتائجه وطرق الاستدلال كما يمكن إدراك بداية الموضوع ومساره ونهايته. وأحيانا تتجه المعرفة نحو الدليل أكثر مما تتجه نحو الموضوع من أجل إظهار المعرفة البرهانية عن طريق الدليل الإجمالي. كما تتجه أيضا نحو الوقت المضيق، فتكون المعرفة مطلوبة في الحال وليس في المآل، على الفور وليس على التراخي. والواجب المضيق هو الخاص الضروري الذي لا بديل عنه، بعكس الواجب الموسع الذي يمكن تأجيله وإيجاد بدائل له. المعرفة إذن، بصرف النظر عن مضمونها، واجب مضيق لا بديل عنها؛ لأنه يقبح تركها. ولما وجب بالعقل ضرورة التحرز من القبيح، فإنه لا يمكن التحرز منه إلا بالنظر. ولا نخشى على هذه المعرفة الفورية من أن تتحول إلى حدس أو إلهام أو رؤية؛ وبالتالي لا يضيع النظر.

41

النظر إذن هو أول الواجبات؛ لأن موضوع المعرفة لا يعرف ضرورة أو مشاهدة، بل بالنظر الذي تكون الضرورة والمشاهدة إحدى مراحله. ونظرا لأن سائر الشرائع النظرية لا تعرف إلا بعده، وأن هذه المعرفة لا تتم إلا بالنظر، فإن سائر الواجبات يمكن أن تتأخر بعد النظر. أما وجوب النظر فمقدم عليها جميعا.

42

النظر أول الواجبات بشرط التكليف وهو العقل، فيخرج الصبي والمجنون.

Halaman tidak diketahui