Dari Akidah ke Revolusi (5): Iman dan Amal - Imamah
من العقيدة إلى الثورة (٥): الإيمان والعمل - الإمامة
Genre-genre
105
وفي العقل والنقل يقال أولا إن النقل مكتف بذاته ولا يحتاج إلى عمل عقلي يخرج النص من مكانه، وتقدم الحشوية الاقتراح؛ فينشأ رد الفعل ليجعل العقل أساس النقل، فإذا تعارض النقل مع العقل أول النقل لحساب العقل، ويقدم المعتزلة هذا الرأي؛ ثم يأتي حل ثالث يجمع بين العقل والنقل، ويعرض اتفاق صحيح المنقول مع صريح المعقول ابتداء.
106
وفي الحسن والقبح العقليين يقول فريق بأن حسن الأشياء وقبحها من خارج الأشياء، وأن الأشياء لا تحتوي على صفات موضوعية كالحسن والقبح؛ ثم ينشأ رد الفعل بقول فريق آخر بأن حسن الأشياء أو قبحها من داخل الأشياء، وصفات موضوعية يدركها العقل؛ ثم يأتي فريق ثالث ليحاول الجمع بين النقيضين، فيجعل حسن الأشياء وقبحها في الأشياء إلا الشرائع التي يكون حسنها أو قبحها من خارجها.
107
وفي الوعد والوعيد يثبت المعتزلة وجوب الثواب والعقاب طبقا للأعمال، وينفي أهل السنة هذا الوجوب، ويجعلون كل شيء مرهونا بمشيئة الإرادة المطلقة، ويأتي فريق ثالث ليقول بالوجوب الشرعي.
108
وفي الإيمان والعمل يبدأ الخوارج والمرجئة على طرفي نقيض. يثبت الأولون العمل كمعبر وحيد عن الإيمان، وإلا فلا إيمان ويكون الكفر. ويثبت الآخرون الإيمان مكتفيا بذاته دون عمل، ويكون الإيمان في غياب العمل. ثم تقترح المعتزلة المنزلة بين المنزلتين للجمع بين الحلين المتعارضين، والإبقاء على جزء من الإيمان وجزء من العمل.
109
نشأت المرجئة بدعوى الإرجاء في الإيمان؛ أي تأخير العمل على الإيمان كرد فعل على الأحكام القاطعة التي صدرت وقت الفتنة على الناس بالإيمان والكفر والفسق، حيث تقطعت الرقاب من جراء الحكم على أعمال الناس وجعل العمل مقياس الإيمان والمعبر عنه. فإذا كان الخوارج يثبتون صلة الإيمان بالعمل، فإن المرجئة يثبتون الإيمان دون العمل، ويجعلونه نظرا ومعرفة. وإذا كانت الخوارج تحكم على الناس بالكفر والإيمان، فإن المرجئة ترجئ الحكم. وإذا كانت الخوارج ترى أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، فإن المرجئة ترى أن الإيمان يزيد وينقص. وإذا كانت الخوارج ترى أن الدار دار كفر وحرب، فإن المرجئة ترى أن الدار دار إيمان وسلام.
Halaman tidak diketahui