Dari Aqidah Menuju Revolusi (3): Keadilan
من العقيدة إلى الثورة (٣): العدل
Genre-genre
ففي الجبر لا الله أثبت نفسه منزها ولا الإنسان أثبت نفسه فاعلا؛ وبالتالي يضيع التوحيد والعدل، ركنا العقليات ولب العقيدة. (5)
ومما ينقص في التنزيه انتهاء الجبر، وهو بصدد حل توهم مشكلة الحق الإلهي المطلق ونيل الإنسان منها، إلى خلق مشكلة أعظم، وهو اعتبار الله مسئولا عن الشر والقبح وكل آثام العالم وأوجاع الناس ومآسي البشر؛ فهو خالق كل شيء وفاعله. وأمرنا بفعل القبيح من ظلم وجور وكذب. وكيف يكون الخير مطلقا وهو مسئول عن الشر في العالم؟ وكيف يصدر الشر عن الخير؟ لذلك أصبح موضوع تبرئة الله عن الشر أكثر إلحاحا في الجبر والكسب منه في الاختيار، بالرغم من أن الحسن والقبح العقليين نظرية مقارنة للاختيار.
55
وفي مقابل ذلك ينزع الجبر من الإنسان مسئوليته عن أفعال الشعور الداخلية من علم وجهل وظن واعتقاد، وهي أساس أفعال الشعور الخارجية، كما يسلبه مسئوليته عن أفعال الشعور الخارجية من عدل وظلم وحق وباطل، وقهر وتحرر، وفقر وغنى.
56
الجبر نفاق واحتجاج ومحاجة، وتهرب من الفعل والواجب بحجة الجبر؛ فالجبر نفي للحق وتهرب من المسئولية وتذرع بالقضاء والقدر، العقيدة الأولى في الجبر.
57 (6)
ويؤدي الجبر إلى قبح بعثة الرسل وعدم فائدتها وإبطال الغاية منها؛ فما دام الإنسان مجبرا على أفعاله، ففيم التنبيه والتبليغ؟ وفيم إرسال الأنبياء والرسل؟ وفيم إرسال رسول صادق؟ وكيف يمكن حينئذ التمييز بين الرسول و«إبليس»؟
58
كما يؤدي الجبر إلى إسقاط الشرائع وإلغاء التكاليف وعدم الالتزام بأي قانون ما دام الإنسان مجبرا على أفعاله. وهو ما حدث بالنسبة للصوفية ونقد الفقهاء لهم.
Halaman tidak diketahui