وقول يوسف عليه السلام : ( توفنى مسلما).
فإن الأنبياء عليهم السلام مبرءون عن الشرك الجلى ، أما الحلة المسماة بالشرك الخفى ، وهو الالتفات إلى غير الله ، فالبشر لا ينفك عنه فى جميع الأوقات ، فلذلك السبب تضرع الأنبياء عليهم السلام إلى الله تعالى فى أن يصرفه عنهم.
* * *
الاسم السابع عشر "مقاليد السموات والأرض" :
قال الله : ( له مقاليد السماوات والأرض ).
قال ابن عباس : هو قول لا إله إلا الله وأقول : هذا هو الحق ، ويدل عليه وجوه :
الأول : أنه تعالى بين أنه لو كان فى الوجود إلهان لحصل الفساد فى العالم ، ولاختلت ، قال الله تعالى : ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) فثبت أن الشرك سبب لفساد العالم ، وأن التوحيد سبب لانتظام العالم فسبت أن مقاليد السموات والأرض هو قول : لا إله إلا الله
الثانى : أنا بينا أن الشرك سبب لفساد العالم ، بدليل قوله تعالى : (تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا (90) أن دعوا للرحمن ولدا ) وأذا كان كذلك كان التوحيد سببا لعمران العالم.
الثالث : أن أبواب السموات لا تفتح عند الدعاء إلا بقول ، لا إله إلا الله ، وأبواب الجنان لا تفتح إلا بهذا القول ، وأبواب النيران لا تغلق إلا بهذا القول ، وباب القلب لا يفتح إلا بهذه الكلمة ، وأنواع الوساوس لا تندفع إلا بهذا القول ، فكانت هذه الكلمة أشرف مقاليد السموات والأرض ، وأعز مفاتيح الأرواح والنفوس والأجسام والعقول .
Halaman 85