Daripada Kesusasteraan Drama Yunani
من الأدب التمثيلي اليوناني
Genre-genre
وكانوا جميعا ساكنين في الأماكن التي أقرهم فيها المحكمون بعد الاقتراع، فلما سمع صوت البوق النحاسي اندفعوا جميعا وكانوا يزجرون خيلهم بالصوت، وكانت أيديهم تهز اللجم هزا عنيفا، وكان الميدان كله يدوي بعجيج هذه العجلات وقد ثار الغبار في الجو، وكانت جماعتهم مختلطة وكلهم يهمز خيله ما وسعه ذلك ليسبق خصومه، وكانت أنفاس الخيل تنضح ظهور القادة كما تنضح العجلات بزبد كأنه قطع الثلج، وكان أورستيس كلما حاول تهدئة خيله عند العمود الأخير مس هذا العمود مسا رفيقا بطرف عجلته، وكان يرسل العنان لآخر أفراسه من جهة اليمين ويمسك الفرس الذي يحاذي العمود.
وإلى هذا الوقت كانت العجلات كلها قائمة حتى جمحت خيل الرجل الأيني بقادتها واندفعت في عنف شديد، فلما عادوا آخر الشوط السادس وبدأوا الشوط السابع اصطدمت خيل هذه العجلة بخيل لوبيا، وكذلك أخطأ رجل واحد فاصطدمت العجلات كلها وتحطمت، وامتلأ ميدان كريسا بهذه الصيحات المنكرة التي أثارتها الكارثة، فلما رأى الأتيني هذا المنظر وكان ماهرا نحى خيله ووقفها وترك هذا الموج المختلط من الخيل يمر في طريقه، وكان أورستيس آخر القوم وكان يعقد أمله بنهاية السباق، فلما رأى أنه لم يبق له إلا خصم واحد ضرب الهواء بالسوط بين آذان الخيل ومضى في أثر خصمه حتى أدركه، وانطلقت العجلتان متوازيتين تسبق هذه مرة وهذه مرة، ولكنه سبق ضئيل، وقد أتيح للشقي أن يقطع ثلاثة أشواط قائما على عجلته.
وذات لحظة بينما كانت فرسه اليسرى تريد أن تدور حول العمود قصر في جذب اللجام فاصطدمت عجلته بأعلى العمود فيتحطم قطب العجلة من وسطه ويسقط هو عن عجلته، وقد أخذ في ثنايا الأعنة يهوي إلى الأرض، وتمضي خيله في سرعة مضطربة وقد دفعت الجموع حين رأته يصرع صيحة يملؤها الألم وجعلت تندب هذا الشاب الذي أحرز ما أحرز من النصر، ثم انتهى إلى هذه الآخرة المشئومة، وكانت الخيل تسحبه على الأرض وربما دفعت ساقيه في الهواء، ثم استطاع بعض قادته أن يقفوا الخيل في جهد غير قليل وأن يخلصوه من الأعنة، وكان الدم قد غمره حتى لم يصبح من اليسير على أحد من أصدقائه أن يعرف جثته الممزقة، فما هي إلا أن تحرق جثته؛ وهذا الجسم العظيم قد استحال إلى قبضة من رماد وضع في علبة ضئيلة يحملها وفد من الفوكيين لتدفن في أرض آبائه.
هذه هي القصة، وهي مؤلمة لمن سمعها، ولكن من رأى الواقعة مثلي يعرف أنه رأى أبشع منظر يمكن أن يقع تحت أعين الناس.
رئيسة الجوقة :
وا حسرتاه! لقد اندثرت أسرة سادتنا كلها.
كلوتيمنسترا :
أي زوس، ماذا أقول؟ أخير هذا الذي يصل إلي أم شر؟ بل هو شر فيه شيء من نفع، ومع ذلك فمن الشقاء ألا أستمتع بالحياة إلا إذا دفعت لها الحداد ثمنا.
المربي :
لماذا تصدمك قصتي على هذا النحو يا امرأة؟
Halaman tidak diketahui