Dari Kesusasteraan Lakonan Barat
من أدب التمثيل الغربي
Genre-genre
وأكبر الظن أن الكاتب لم يرد إلا الدعابة، فالعنوان الذي وضعته كاف كل الكفاية لتصوير القصة؛ لأن الكاتب لم يرد إلا إلى شيء واحد، هو تصوير سجين طال مقامه في السجن، ثم لقي أسرته بعد أن أفرج عنه، فأنكرها وأنكر الحياة الاجتماعية المألوفة كلها.
ولا بد من أن نقدم بين يدي هذا التلخيص ملاحظة تدعو إلى إكبار الكاتب، وتدعو في الوقت نفسه إلى إغضاء عن بعض ما يظهر في القصة من تقصير، وهي أن الكاتب شاب لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، وقد مثل قبل هذه القصة قصتين نجحت إحداهما نجاحا ظاهرا، وأخفقت ثانيتهما إخفاقا ظاهرا، ووقفت هذه القصة الثالثة وسطا بين النجاح والإخفاق.
ولا شك في أن شباب الكاتب، وقرب عهده بإنشاء الأدب التمثيلي، واضطراب هذا الجيل من الكتاب بين مذهب الأدب التمثيلي البطيء الذي يريد أن يحتفظ بالسنة الموروثة للملاعب ومذهب الأدب التمثيلي السريع الذي يريد أن يسلك بالملعب طريق السينما، لا شك في أن هذا كله قد ورط الكاتب فيما تورط فيه من الضعف والقصور. وهو من غير شك متلاف هذا الضعف وبارئ من هذا القصور، إذا اتصلت تجربته وأتيح له المران، واستطاع أن يرسم لنفسه طريقا واضحة بينة. ولعلك تسألني لماذا اخترت هذه القصة التي لا تخلو من ضعف وعيب؟ ولي على هذا السؤال جوابان:
أولهما:
أن من الخير أن لا نلخص دائما جياد القصص وآيات التمثيل، بل قد يكون في اختيار القصص المتوسطة ما يمكننا من النقد ويمكننا بذلك من تثقيف الشباب في هذا الفن الذي لم تستقر به الدار عندنا بعد.
والثاني:
أن في اختيار هذه القصة التي أنشأها شاب بدأ يعرض آثاره التمثيلية في الملاعب قبل أن يتم الثانية والعشرين من عمره تنبيها للشباب إلى نشاط أمثالهم في الغرب، وقدرتهم على الإنتاج والظهور، ومثابرتهم على الجد مهما تعترضهم المصاعب والعقاب.
على أن القصة ليست من الضعف بحيث يجب الإعراض عنها، فيكفي أنها مثلت في ملعب باريسي معروف، ونشرت في الإلستراسيون، وأثنى عليها جماعة من خير النقاد الفرنسيين وأرفعهم شأنا. وسترى حين ألخصها لك في إيجاز أنها إن لم تعجب المتشددين من أعلام النقد الفرنسي، فقد يكفينا أن يضع لنا كتاب الشباب وكتاب الشيوخ أيضا قصصا تشبهها أو تدانيها.
والقصة بعد هذا كله نقد عنيف للحياة الاجتماعية، وهجاء قاس للجماعة المعاصرة، وربما جاء عنفها وقسوتها من شباب الكاتب أيضا؛ فهو ما زال متأثرا بعاطفته وغريزته، مندفعا إلى الخير، لم تعلمه الأيام بعد أن الجماعة الإنسانية ستظل بعيدة عن المثل الأعلى مهما تجتهد في السعي إليه. والفكرة الطريفة في القصة هي أن سجينا قضت عليه المحاكم بالإجرام، وأخذته الدولة بالعقوبة الطويلة الشاقة، وحمل الناس حملا على إنكاره والبراءة منه والاستخذاء من عشرته أو الاتصال به، لا يكاد يخرج من السجن حتى يتبين أن هذه الجماعة التي تنكره وتزدريه آثمة مغرقة في الإثم، خليقة بالازدراء، خليقة بنوع خاص ألا يعيش فيها هذا المجرم السجين، فهي إذن منافقة حين تقاضي المجرمين أو من تسميهم المجرمين، وحين تأخذهم بالعقاب، وحين تظهر الحرص على السيرة النقية والخلق الكريم، وحين تضع القوانين وتنشئ المحاكم وتقيم السجون لحماية السيرة النقية والخلق الكريم.
ونحن حين يرفع الستار عن الفصل الأول في سفينة خاصة لبعض الأغنياء المترفين، قد رست غير بعيد من الساحل وفيها أسرة هذا الرجل الغني جيوم باريكو. وهي تتألف من رجال ونساء، لكل منهم شخصيته الممتازة التي تستحق العناية والتفكير.
Halaman tidak diketahui