Kunci Kebahagiaan
مفتاح السعادة
Genre-genre
[الاستعانة بأهل البيت عليهم السلام]
الثالث: أن يستعين على ذلك بأنظار أئمة العترة وعلمائهم "، وغيرهم من سائر علماء الأمة، أما آل محمد" فلأنهم عيبة العلم، وموئل الحكم، وقرناء الكتاب، ونفاة الشك والارتياب، سفينة نوح من ركبها نجا، فأين يتاه بكم عن علم تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة حتى صار في عترة نبيكم المصطفى.
وأما غيرهم فلأن العلماء ورثة الأنبياء، وقد جعلهم الله حملة علمهم، والواسطة بيننا وبينهم، مع أنه لا يعتبر في أخذ الحكمة أن يكون عن شخص مخصوص إذا كان معناها صحيحا، والعقول كما قال القاسم بن إبراهيم" حظوظ منقسمة، والحكمة ضالة المؤمن.
كما روي عن علي عليه السلام قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها)). رواه الموفق بالله في (سلوة العارفين).
وفي النهج عن علي عليه السلام : (الحكمة ضالة المؤمن فخذ الحكمة ولو من أهل النفاق).
وفيه عنه عليه السلام : (خذ الحكمة أنى كانت فإن الحكمة تكون في صدر المنافق فتلجلج في صدره حتى تخرج فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن، على أن الحق لا يعرف بالرجال وإنما الرجال يعرفون به).
كما قال علي عليه السلام : (اعرف الحق تعرف أهله). رواه في النهج.
وفيه أن الحارث بن حوط أتى عليا عليه السلام فقال: أتراني أظن أصحاب الجمل كانوا على ضلالة، فقال: يا حار إنك لم تعرف الحق فتعرف من أتاه، ولم تعرف الباطل فتعرف من أتاه) وليس المقصود أن الناظر يقلد من سبقه من الأئمة والعلماء، وإنما المقصود الاستعانة بما فهموه من الأدلة، ونبهوا عليه من مدلولاتها، ثم يميز بعقله بين صحيحها وسقيمها، ويصير كأنه الذي فهمها واستنبطها، ولا يبعد أن هذا أمر مجمع عليه، وإلا فما فائدة تأليف الكتب، وتدوين الأقوال وتقييدها بالكتابة، ويشهد له قول أمير المؤمنين عليه السلام :(من استبد برأيه هلك، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها). رواه في النهج.
Halaman 58