Micyar
المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوي أهل إفريقية والأندلس والمغرب
Genre-genre
واعلم ان العلم ليس بكثرة الرواية, ولكن العلم نور يقذفه الله سبحانه في قلب من يشاء من عباده فيفيض من قلبه على جوارحه فيكون ذلك شيئا آية الخلق (كذا) وبهذا الإمام وأمثاله هلاك الناس. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلاك أمتى عالم فاجر وعابد جاهل, وشر الشرار شرار العلماء وخير الخيار خيار العلماء. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مررت ليلة اسري بي بقوم كانت تقرض شفاههم بمقارض من نار, فقلت من أنتم؟ فقالوا إنا كنا نأمر بالخير ولا نأتيه, وننهى عن الشر ونأتيه. وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: ويل لمن لم يعلم مرة واحدة, وويل لمن يعلم ولا يعمل سبع مرات. وقال الأوزاعي شكت النواويس ما تجد من نتن الكفار, فأوحى الله عز وجل إليهم: بطون علماء السوء أنتن مما أنتم فيه. وقال الفضيل: بلغني أن الفسقة من العلماء يبدأ بهم يوم القيامة قبل عبدة الأوثان. وقال الشافعي: يطلع قوم من أهل الجنة على قوم من أهل النار فيقولون لهم: ما أدخلكم النار وإنما أدخلنا الله الجنة بفضل تأديبكم وتعليمكم؟ فيقولون: إنا كنا نأمر بالخير ولا نفعله. وقال حاتم الأصم, ليس في القيامة أشد حسرة من رجل علم الناس علما فعملوا به ولم يعمل هو به ففازوا بسببه وهلك, وأنشدوا
يا واعظ الناس قد أصبحت متهما ... إذا عبت منهم أمورا كنت تأتيها
وقال آخر
لاتنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم
Halaman 217