120

Micyar

المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوي أهل إفريقية والأندلس والمغرب

Genre-genre

ولا يقال إنه حينئذ لا قدرة له على التغيير, لأنه صلى الله عليه وسلم كان ينكر عليهم الباطل يالقول حينئذ, وكان متعززا بعمه بعمه وبفشو الاسلام, لأن عمر وحمزه كانا ممن أسلم حينئذ, وما حمل قريشا على كتبهم الصحيفة إلا ما رأوه من تعززه صلى الله عليه وسلم وعدم قدرتهم عليه حسبما ذلك في اليسير. والذي استقرأ من حاله صلى الله عليه وسلم وحال أصحابه رضي الله عنهم أنهم لا يتحامون الكتب في صحائف الكفار ولا رقاعهم التي هي الجلود ولا في اكتاف ما أكلوه من الحيوان, وقد خرج البخاري في أماكن من كتابه, منها كتاب فضائل القرآن في باب ذكر كتابه صلى الله عليه وسلم حديث زيد بن ثابت, وخرجه غيره من أهل الصحيح, وأنه حين كتب بما نزل من قول الله تعالى: لا يستوي القاعدون الآية, وجاء ابن أم مكتوم وشكا ضرارته, فنزل: غير أولي الضرر, فقال صلى الله عليه وسلم: ادع لي زيدا وليجئني باللوح والدواة أو الكتف انتهى. وثبوت كتابة الصحابة في الأكتاف والرقاع والعسف واللخاف كما أخبر به زيد بن ثابت حين أمره الخليفة أن يجمع القرآن أمر لا يحتاج إلى استدلال. ولا ارتياب في أنهم لم يكونوا يتحامون من الأكتاف ما يشكون فيه هل هو من ذبائح المشركين أم من ذبائح غيرهم.

فإن قلت: العظم طاهر لأنه لا تحله الحياة كالشعر.

قلت: مشهور مذهب مالك أنه نجس, وأن الحياة تحله بدليل قول الله تعالى يحييها الذي أنشأها أول مرة. ولو سلمت طهارته لكنه مما تناولته يد الكافر كالكاغد, فقياس الكاغد عليه على القول بطهارته من قياس المساواة, وقياس عليه على القول بنجاسته من قياس أحرى, ولا يخفى عليك تقريره. وفي مسائل المذهب ما يدل على الغاء ما يحتمل أن يكون مثل عظام ذبائحهم, وأن جميعها محمول على الطهارة إلا بدليل.

قال في باب جامع لمعان مختلفة من كتاب الجهاد في النوادر, قال سحنون:

Halaman 120