Method of Studying Religions Between Sheikh Rahmatullah Al-Hindi and Reverend Pfander
منهج دراسة الأديان بين الشيخ رحمت الله الهندي والقس فندر
Genre-genre
التثليث مدار النجاة لبينه، وإذ ثبت أن الحياة الأبدية اعتقاد التوحيد الحقيقي لله واعتقاد الرسالة للمسيح فضدهما يكون موتًا أبديًا وضلالًا بينًا ألبتة.
الفصل الثالث: في إبطال الأدلة النقلية على ألوهية المسيح (١)
فسر رحمت الله الأقوال التي يتمسك بها المسيحيون في أنها غالبًا مجملة منقولة من إنجيل يوحنا وعلى ثلاثة أقسام: -
- بعضها لا يدل بحسب معانيها الحقيقية على مقصودهم؛ فاستنباط الألوهية منها مجرد زعمهم، وهذا الاستنباط والزعم ليسا بمعتدّين ولا جائزين في مقابلة البراهين العقلية القطعية والنصوص العيسوية كما عرفت في الفصلين المذكورين.
- وبعضها أقوال يفهم تفسيرها من الأقوال المسيحية الأخرى ومن بعض مواضع الإنجيل ففيها أيضًا لا اعتبار لرأيهم.
- وبعضها أقوال يجب تأويلها عندهم أيضًا فإذا وجب التأويل فنقول لا بد أن يكون هذا التأويل بحيث لا يخالف البراهين والنصوص، وأنى لهم ذلك؟ ! فلا حاجة إلى نقل الكل بل أنقل الأكثر ليتضح منه للناظر حال استدلالهم ويقيس الباقي عليه.
[ثم أورد أمثلة على ذلك]:
• من إطلاق لفظ ابن الله على المسيح ﵇ فيقول: هذا الدليل في غاية الضعف بوجهين:
أما أولًا: فلأن هذا الإطلاق معارض بإطلاق ابن الإنسان وبإطلاق ابن داود فلا بد من التطبيق بحيث لا يثبت المخالفة للبراهين العقلية ولا يلزم منه محال، وأما ثانيًا: فلأنه لا يصح أن يكون لفظ الابن بمعناه الحقيقي؛ لأن معناه الحقيقي باتفاق لغة أهل العالم من تولد من نطفة الأبوين وهذا محال ههنا، فلا بد من الحمل على المعنى المجازي المناسب لشأن المسيح وقد علم من الإنجيل أن هذا اللفظ في حقه بمعنى الصالح. الآية التاسعة والثلاثون من الباب الخامس عشر من إنجيل مرقس هكذا: (ولما رأى قائد المائة الواقف مقابله أنه صرح هكذا وأسلم الروح قال حقًا كان هذا الإنسان ابن الله) ونقل لوقا قول القائد في الآية السابعة والأربعين من الباب الثالث والعشرين من إنجيله هكذا: (بالحقيقة كان هذا الإنسان بارًا) ففي إنجيل مرقس لفظ ابن الله وفي إنجيل لوقا بدله لفظ البار.
في الآية الثالثة والعشرين من الباب الثامن من إنجيل يوحنا هكذا: (فقال لهم أنتم من أسفل أما أنا فمن فوق، أنتم من هذا العالم أما أنا فلست من هذا العالم) يعني أني إله نزلت من السماء وتجسمت.
يقول: لما كان هذا القول مخالفًا للظاهر لأن عيسى ﵇ كان من هذا العالم فأولوا بهذا التأويل وهو غير صحيح بوجهين: (الأول): أنه مخالف للبراهين العقلية والنصوص. (والثاني): أن عيسى ﵇ قال مثل هذا القول في حق تلاميذه أيضًا في الآية التاسعة عشرة من الباب الخامس عشر من إنجيل يوحنا هكذا: (لو كنتم من العالم لكان
(١) انظر المرجع السابق، ص ٧٥١ - ص ٧٧٣.
1 / 198