Kematian Melawat Pemberley
الموت يزور بيمبرلي
Genre-genre
كان الخطاب القادم من فيرجينيا قد استلم قبل ثلاثة أسابيع مضت. وفيه عبر السيد جيريميا كورنبندر عن ثقته في حكم أخيه، وبينما لم يبالغ في المزايا التي يمكن للعالم الجديد أن يقدمها، رسم صورة مطمئنة للحياة التي يمكن أن يحظى بها المرشح الموصى به.
إن العالم الجديد ليس بملجأ للكسالى أو المجرمين أو المنبوذين أو العجزة، لكن بالنسبة إلى شاب تمت تبرئة ساحته تماما من جريمة قتل وأظهر جلدا أثناء محنته وشجاعة استثنائية في ميدان المعركة، فيبدو أنه يتمتع بالمؤهلات التي ستضمن الترحيب به. وأنا أبحث عن رجل يجمع بين المهارة العملية - ويفضل لو كانت في ترويض الجياد - ودرجة جيدة من التعليم، وكلي ثقة أنه سينضم إلى مجتمع يضاهي أي مدينة أوروبية متحضرة فيما يتعلق بالذكاء واتساع رقعة اهتماماته الثقافية، الذي سيوفر فرصا تكاد تكون غير محدودة. وأظن أن بإمكاني أن أتوقع أن أحفاد من يرغبون في الانضمام إلى هذا المجتمع الآن سيكونون مواطنين في دولة قوية كالدولة التي تركوها إن لم تكن أقوى منها؛ دولة ستستمر في ضرب مثال على الاستقلال والحرية للعالم أجمع.
قال القس كورنبندر: «كما يمكن لأخي أن يثق في حكمي فيما يتعلق بالتوصية بالسيد ويكهام؛ فأنا أيضا أثق في حسن نيته في القيام بكل ما يمكنه لمساعدة هذين الزوجين الشابين في الشعور بأنهم في وطنهم وفي محاولة التألق في العالم الجديد. وهو حريص للغاية على جذب المهاجرين المتزوجين من إنجلترا. وحين أرسلت إليه موصيا بالسيد ويكهام، كان ذلك قبل شهرين من محاكمته، لكنني كنت متفائلا بأنه ستبرأ ساحته، وأنه هو الرجل الذي يبحث أخي عنه بالتحديد. إنني أكون سريعا آرائي عن المسجونين ولم أخطئ من قبل بشأن ذلك. وبينما أحترم ثقة السيد ويكهام، فقد لمحت أن هناك جوانب في حياته تستطيع أن تجعل الحصيف من الرجال مترددا، لكنني استطعت أن أطمئن أخي أن السيد ويكهام تغير وأنه مصر على الحفاظ على ذلك التغيير. لا شك أن فضائله تفوق عيوبه، وأخي ليس بغير منطقي بحيث يتوقع الكمال منه. لقد أخطأنا جميعا، يا سيد دارسي، ولا يمكننا أن نبحث عن العفو والصفح من دون أن نظهرهما في حياتنا. وإن كنت مستعدا لتمويل تكلفة هذه الرحلة والمبلغ الصغير اللازم للسيد ويكهام لكي يعول نفسه وزوجته في الأشهر القليلة الأولى من حصوله على الوظيفة، فسيكون من المتاح لهما أن يسافرا بحرا من ليفربول على متن السفينة «أزميرالدا» في غضون أسبوعين. أنا أعرف القبطان ولدي ثقة كبيرة فيه وفي وسائل الراحة في السفينة. أعتقد أنك في حاجة إلى بضع ساعات لتفكر في الأمر، ولا شك أنك تريد مناقشته مع السيد ويكهام، لكنك ستساعدني كثيرا لو أعلمتني بقرارك بحلول التاسعة من مساء الغد.»
فقال دارسي: «نتوقع أن يصل جورج ويكهام إلى هنا مع محاميه السيد ألفيستون في هذه الظهيرة. وفي ضوء ما تقول فإنني واثق من أن السيد ويكهام سيقبل بعرض أخيك بكل امتنان. أفهم أن خطة السيد والسيدة ويكهام الحالية هي أن يذهبا الآن إلى لونجبورن ويمكثا هناك حتى يتخذا قرارا بشأن مستقبلهما. والسيدة ويكهام تتوق إلى رؤية والدتها وأصدقاء طفولتها؛ وإن هاجرت هي وزوجها، فمن غير المرجح أن تراهما مرة أخرى.»
كان صمويل كورنبندر ينهض من مكانه ليغادر. فقال: «هذا مستبعد للغاية. فالرحلة على متن السفينة في المحيط الأطلنطي ليست بالهينة، وقلة هم فقط من معارفي في فيرجينيا من قاموا برحلة عودة، أو أرادوا أن يقوموا بها. أشكرك يا سيدي على استضافتي رغم قصر المهلة الزمنية وعلى كرمك بالموافقة على العرض الذي قدمته لك.»
فقال دارسي: «إن امتنانك هذا هو كرم منك، لكنه غير مستحق. فمن غير المرجح أن أندم على قراري. أما السيد ويكهام فقد يفعل.» «لا أعتقد ذلك يا سيدي.» «ألن تنتظر حتى تراه حين يصل؟» «لا يا سيدي. لقد قدمت له كل خدمة بوسعي. ولن يرغب في رؤيتي قبل مساء اليوم.»
وبهذه الكلمات سلم على دارسي بقوة غير عادية، وارتدى قبعته وانصرف.
الفصل الرابع
كانت الساعة هي الرابعة بعد ظهر اليوم حين سمعوا صوت خطوات أقدام، ثم أصوات أشخاص، وعرفوا أن القادمين من أولد بايلي قد وصلوا أخيرا. وعندما نهض دارسي على قدميه، كان مدركا حالة الانزعاج الحاد. كان دارسي يعرف إلى أي مدى يعتمد نجاح الحياة الاجتماعية على التطلعات الوثيرة للأعراف والتقاليد المستحسنة، وكان منذ طفولته يدرس الأفعال المتوقعة من الرجال النبلاء. ولا شك أن والدته بين الحين والآخر كانت تفصح له عن وجهة نظر لطيفة أكثر، وهي أن حسن السلوك يتألف في الأساس من مراعاة مشاعر الآخرين وتقديرها، خاصة لو كان المرء يتعامل مع شخص من طبقة اجتماعية أدنى، وكان ذلك أمرا تغفله عمته الليدي كاثرين دي بورج بشكل ملحوظ. لكن الآن أصبح في حيرة من أمره بفعل كل من الأعراف والنصح المسدى إليه. فلم تكن هناك قواعد لاستقبال رجل يقضي العرف بأن يناديه بنسيبه الذي حكم عليه بالموت شنقا على الملأ قبل بضع ساعات مضت. بالطبع كان دارسي فرحا بنجاة ويكهام من حبل المشنقة، لكن أكان ذلك في مصلحة راحة باله وسمعته كما هو في مصلحة الحفاظ على ويكهام؟ إن مقتضيات الأخلاق والشفقة تفرض عليه بالطبع أن يسلم عليه بحرارة، لكن تلك الإيماءة بدت له غير ملائمة كما كانت غير صادقة.
وكان السيد والسيدة جاردنر قد أسرعا خارجين من الغرفة بمجرد أن سمعا وقع الأقدام، واستطاع دارسي الآن سماع صوتيهما يعلو بالترحاب، لكنه لم يتمكن من سماع الرد. ثم فتح الباب ودخل آل جاردنر، وكانوا يحثون ويكهام على الدخول وإلى جواره ألفيستون بلطف ودماثة.
Halaman tidak diketahui