Kematian Melawat Pemberley
الموت يزور بيمبرلي
Genre-genre
صاح بينجلي في حماسة: «مرحى! إنها فكرة رائعة. لنسمعكما معا. كنت أحاول وجين أن نغني في ثنائي الأسبوع الماضي، أليس كذلك يا عزيزتي؟ لكنني لن أقترح أن نكرر التجربة الليلة. كان أدائي كارثيا، أليس كذلك يا جين؟»
ضحكت زوجته وقالت: «كلا، كان أداؤك رائعا جدا. لكنني يؤسفني أنني أهملت التدريب منذ ولادة تشارلز إدوارد. ولن نتحف أصدقاءنا بأدائنا الموسيقي في حين أن الآنسة جورجيانا تتمتع بموهبة موسيقية لا يمكن حتى أن نطمح لها.»
وحاولت إليزابيث أن تسلم نفسها للموسيقى لكن عينيها وأفكارها تركزت مع الثنائي الجالس على البيانو. وبعد أول أغنيتين، توسلوا لهما أن يعزفا أغنية ثالثة، وساد السكون لحظة فيما كانت جورجيانا تأخذ توزيعا موسيقيا جديدا وتريه لألفيستون. قلب ألفيستون الصفحات وبدا أنه يشير إلى المواضع التي شعر أنها ستكون صعبة، أو ربما حيث كان غير واثق من طريقة نطقه للإيطالية. رفعت جورجيانا نظرها إليه ثم عزفت بيدها اليمنى عدة فواصل موسيقية فابتسم هو مذعنا. وبدا أن كليهما غير واع بانتظار الجمهور. كانت لحظة حميمية أغلقت عليهما أبواب عالمهما الخاص، لكنهما وصلا إلى لحظة نسيا فيها نفسيهما وذابا في حبهما المشترك للموسيقى. وبمشاهدتها لضوء الشموع الساقط على تلك الوجوه المنتشية، ولابتسامتهما حيث انحلت المشكلة وراحت جورجيانا تعدل نفسها استعدادا للعزف، شعرت إليزابيث أن ذلك لم يكن انجذابا عابرا مبنيا على تقاربهما الجسدي، ولا حتى بسبب حبهما المشترك للموسيقى. من المؤكد أنهما كانا واقعين في الحب، أو ربما كانا على وشك الوقوع فيه، تلك المدة الساحرة المليئة بالاكتشافات والتوقعات والآمال المتبادلة.
كان ذلك سحرا لم تعهده من قبل. وكانت لا تزال مذهولة من أنهما بين عرض الزواج الأول المهين الذي تقدم به دارسي وطلبه الثاني الناجح والآيب لحبها لم يكونا معا وعلى انفراد إلا مدة أقل من نصف الساعة؛ تلك المرة التي كانت تزور فيها بيمبرلي مع عائلة جاردنرز، واستدار هو بصورة غير متوقعة وسارا معا في الحدائق، وفي اليوم التالي حين ذهب إلى فندق لامتون حيث كانت تمكث هي ليجدها تبكي وهي تمسك بخطاب جين الذي نقل إليها فيه خبر هروب ليديا. كان قد غادر سريعا في غضون عدة دقائق، وفكرت أنها لن تراه مرة أخرى. إن كان هذا قصة أدبية، فهل يمكن لأفضل الأدباء أن يبتكر ليجعل هذه المدة الزمنية الصغيرة ذات مصداقية يتم فيها كبح الكبرياء والتغلب على التحامل؟ فيما بعد، حين عاد دارسي وبينجلي إلى نيذرفيلد وأصبح دارسي حبيبها الذي وافقت على الزواج منه، كانت مرحلة الخطوبة إحدى أكثر المراحل التي تسببت لها بالقلق والإحراج في حياتها - فكانت مرحلة بعيدة كل البعد عن كونها مرحلة استمتاع وتودد - ذلك أنها كانت تسعى لصرف انتباهه عن سيل تهاني والدتها الصاخب والغزير، الذي وصل إلى حد شكره على تنازله الكبير وطلبه يد ابنتها للزواج. ولم يعان كل من جين ولا بينجلي بهذه الطريقة. فبينجلي الطيب والمهووس بحبها إما أنه لم يلحظ ذلك أو أنه تساهل مع سوقية حماته. وهل كانت هي نفسها لتتزوج دارسي إذا ما كان قسيسا فقيرا أو محاميا مكافحا؟ كان من الصعب تخيل السيد فيتزويليام دارسي من بيمبرلي في أي من الوضعين، لكن المصداقية كانت تقتضي الإجابة عن هذا السؤال. وكانت إليزابيث تعلم أنها لم تخلق لتناسب حكايات الفقر المحزنة.
كان هبوب الرياح لا يزال آخذا في الازدياد، وكان صوت المغنين يصاحبه صوت العواء والأنين في المدخنة وصوت اشتعال النار المتقطع، حتى بدا أن الاضطراب في الخارج كان مشاركة من الطبيعة بلحن مساير لجمال الصوتين الممزوجين، ومرافقا ملائما للفوضى التي تحدث في عقلها. لم تكن إليزابيث من قبل قلقة بفعل الرياح الشديدة، وكانت تستمتع بالجلوس بداخل المنزل في أمان وراحة بينما كانت الرياح تثور في الخارج على نحو غير فعال عبر غابة بيمبرلي. لكن بدا الآن أن هناك قوة خبيثة تستهدف كل مدخنة وصدع لتتمكن من الدخول. لم تكن إليزابيث واسعة الخيال، وحاولت أن تبعد مثل هذه التخيلات المرضية عن ذهنها، لكن تعلق بها إحساس لم تعهد مثله من قبل. فكرت إليزابيث في نفسها قائلة: «ها نحن أولاء في مطلع قرن جديد وننتمي لأكثر البلدان الأوروبية تحضرا، ومحاطون بأفخم ما قدم صناعها والفنانون فيها والكتب التي تحفظ أدبها، بينما هناك عالم آخر في الخارج يفصلنا عنه الثراء والتعليم والحظوة؛ عالم يكون فيه الرجال عنيفين ومدمرين كما الحيوانات في عالم الحيوان. ربما أكثرنا حظا حتى لن يستطيع أن يتجاهل الأمر ويبقى بعيدا عنه للأبد.»
حاولت إليزابيث أن تستعيد طمأنينتها في مزيج الصوتين، لكنها سرت حين انتهت الموسيقى وحان الوقت لسحب حبل الجرس وطلب الشاي.
أدخل بيلينجز أكواب الشاي؛ وبيلينجز هو أحد الخدم. كانت إليزابيث على علم بأنه من المقرر أن يغادر بيمبرلي بحلول الربيع حيث - إذا ما سارت الأمور على ما يرام - يمكن أن يأمل أن يخلف كبير خدم عائلة بينجلي حين يتقاعد الرجل العجوز في نهاية المطاف. كان ذلك علوا في شأن ومكانة الرجل، وأصبح مرحبا به كثيرا حيث كان قد خطب لويزا ابنة توماس بيدويل أثناء عيد الفصح قبل الماضي، ومن المزمع أن ترافقه هي إلى هايمارتن بصفتها كبيرة الخادمات. كانت إليزابيث - في شهور إقامتها الأولى في بيمبرلي - مندهشة من انخراط العائلة في حياة الخدم. ففي أثناء زياراتها النادرة هي وزوجها إلى لندن كانا يمكثان في منزلهما الريفي أو برفقة أخت بينجلي السيدة هيرست وزوجها اللذين كانا يعيشان في منزل فخم. في ذلك العالم كان الخدم يعيشون حياة منفصلة تماما عن العائلة بحيث كان من الجلي مدى ندرة معرفة السيدة هيرست بأسماء من يخدمونها. لكن على الرغم من أن السيد والسيدة دارسي كانا في منأى عن المشكلات الداخلية، فإن هناك أحداثا - كمراسم زواج أو خطبة أو تغيير وظائف أو مرض أو تقاعد - ترتقي فوق حياة غير منقطعة النشاط، وتضمن إدارة أمور المنزل في سلاسة، وكان من المهم لدارسي وإليزابيث كليهما أن يقدرا طقوس الانتقال تلك والاحتفاء بها؛ حيث إنها جزء من حياة سرية إلى حد كبير، وتعتمد راحتهما عليها كثيرا.
والآن كان بيلينجز يضع أكواب الشاي أمام إليزابيث في شيء من الشموخ والتأني، كما لو أنه كان يبرهن لجين على أنه يستحق الاحترام الذي يكنونه له. وفكرت إليزابيث أن هذا الموقف سيكون مريحا أكثر له ولزوجته. وكما قال والدها، فإن عائلة بينجلي أرباب عمل كرماء لينو العريكة ومتساهلون، ولا يدققون إلا فيما يتعلق برعاية بعضهم بعضا وأطفالهم.
ولم يكد بيلينجي يغادر حتى نهض الكولونيل فيتزويليام من على كرسيه وسار نحو إليزابيث. وقال: «هلا عذرتني سيدة دارسي، إذا ما ذهبت الآن للقيام بنزهتي الليلية؟ أريد أن أمتطي الجواد تالبوت بجوار النهر. إنني آسف لمقاطعة اجتماع عائلي سعيد كهذا، لكنني لن أحظى بقسط جيد من النوم إذا لم أحصل على الهواء النقي قبل الخلود للنوم.»
طمأنته إليزابيث إلى أنه ليس في حاجة إلى التماس عذر. فرفع هو يدها نحو شفتيه سريعا، وكانت تلك إيماءة غير معهودة عليه، ثم اتجه نحو الباب.
Halaman tidak diketahui