Kematian Lelaki Terakhir di Bumi
موت الرجل الوحيد على الأرض
Genre-genre
تمدد إلى جوارها فوق الأرض الترابية، دلكت قدميه بالماء الدافئ والملح ولفتهما بطرحتها. ظلت عيناه مفتوحتين شاخصتين إلى السقف الطيني، جلست إلى جواره، شفتاها مطبقتان في صمت. انفرجت شفتاها مرة لتحكي له ما حدث، لكنها أطبقتهما وآثرت الصمت، لكنها سمعت صوته بعد فترة يسألها : كيف حال خالي كفراوي؟
ظلت صامتة، ثم انفرجت شفتاها الجافتان عن كلمة خافتة: بخير.
وسمعته يسأل مرة أخرى: ونفيسة، وزينب؟
ترددت لحظة ثم قالت بصوت خافت نصف مسموع: بخير. أتريد أن تأكل؟ لا بد أنك لم تأكل منذ أيام.
ونهضت لتحضر له مشنة الخبز وقطعة جبن قديمة وقطعة مخلل. قالت وهي تسير إلى الباب: سأشتري لك بقرش حلاوة طحينية من عند الحاج إسماعيل.
أدرك أنها تخفي شيئا، فرمقها بعينين قلقتين، ثم قال: لا أريد أن آكل. تعالي اجلسي إلى جواري واحكي لي. أنت تخفين شيئا عني؛ لست كما تركتك. ما الذي حدث؟!
هربت عيناها من عينيه، وظلت صامتة، وعيناها مفتوحتان شاخصتان في الظلمة، ثم انفرجت شفتاها الجافتان عن كلمة خافتة غير مسموعة: نفيسة هربت.
دب الصمت ثقيلا كالظلمة، وأطبقت شفتاها طويلا، ثم تحركت شفتاها ببطء، منفرجتين عن كلمة خافتة وغير مسموعة: وكفراوي في السجن.
وانغلقت شفتاها تماما، وظلت عيناها بعيدتين عن عينيه. سمعت صوته الخافت بعد فترة طويلة يأتيها من الظلمة كأنما من بئر عميق: وزينب؟!
ارتعش صوته وهو ينطق كلمة «زينب»، رعشة الصوت المتردد الخائف الذي يريد أن يسأل ولا يريد أن يسأل، الذي يريد أن يعرف ولا يريد أن يعرف. إحساس غريب عميق استولى عليه حين رأى وجه أمه أنبأه بأن شيئا خطيرا حدث في غيابه؛ كفراوي خاله ونفيسة ابنة خاله، لكن زينب شيء آخر؛ شيء فيه كان يرتعش إذا سمع صوتها وهي تنادي على عمتها زكية، أو حين تلتقي عيناها بعينيه، يشعر بخدر في ساقيه، ورعشة تشبه ضعف العضلات المرهقة حين تنشد الراحة، يود لو وضع رأسه المرهق فوق نهديها الصغيرين وأغمض عينيه طويلا. لكنه ما إن يلمح ساقيها وهي جالسة إلى جوار أمه تخبز أمام الفرن، أو حين يتعرى جزء من فخذها وهي جالسة القرفصاء تعجن؛ حتى تتحول الرعشة إلى تيار ساخن من الدم يصعد في رأسه ثم يهبط إلى صدره وبطنه وفخذيه، يود لو انتزعها من أمام الفرن بعيدا عن عيني أمه وأغلق عليها الباب واحتواها بين ذراعيه.
Halaman tidak diketahui