Kematian Lelaki Terakhir di Bumi
موت الرجل الوحيد على الأرض
Genre-genre
ظل واقفا في مكانه جامدا. خيل إليه أن الله قد استجاب لدعواته، وأن حجاب الحاج إسماعيل اشتغل أخيرا، وأن هذا الطفل هبط من السماء إلى الأرض حتى باب بيته، تماما كما هبط عيسى من السماوات إلى الأرض إلى حيث رقدت مريم العذراء تحت جذع الشجرة.
انفرجت شفتاه عن حشرجة خافتة: ما من مستحيل أمام الله سبحانه وتعالى ... وظل واقفا بغير حركة. وجهه الطويل الأسمر يبدو طويلا شاحبا تحت ضوء الفجر، وعيناه الضيقتان تلمعان من تحت سحابة، وفوق إحدى عينيه نقطة بيضاء. السبحة بين أصابعه الرفيعة ثابتة، حباتها الصفراء متآكلة، حفرت عليها بصمات أصابع لا تسكن عن الحركة أبدا.
كان شيخ الخفر في تلك اللحظة عائدا بعد انتهاء دورية الحراسة، حينما رأى الشيخ حمزاوي، واقفا أمام بيته جامدا ثابتا لا يتحرك. لم يره من قبل أبدا واقفا بهذا الشكل، ووجهه أيضا لم يكن أبدا طويلا كل هذا الطول، كأنما أصبح وجهين، وجه أعلى يشبه وجه الشيخ حمزاوي الذي يعرفه ويعرفه كل أهل كفر الطين، ووجه آخر أسفل؛ هذا الوجه لا يشبه الشيخ حمزاوي، ولا يشبه أي رجل في كفر الطين ولا في غير كفر الطين، لا يشبه أحدا من الإنس أو الجن، وقد يكون وهو وجه عفريت أو شيطان وقد يكون وجه الله نفسه إذا عرف كيف يكون وجه الله.
وقف شيخ الخفر هو الآخر جامدا ثابتا لا يتحرك، لكنه رأى الشبح الغريب، الذي لا هو بالشيخ حمزاوي ولا هو بالشيطان ولا هو بالملاك، رآه وهو يمشي ببطء ويهم بالتقاط شيء من فوق الأرض. قبضت يده على الشومة بحركة الخفراء الغريزية وهم بأن يرفعها في الهواء ليهوي بها على رأسه لولا أنه رأى الوجه الوردي الصغير والعينين المغمضتين الدامعتين، وسمع صوت الشيخ حمزاوي يقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله.»
وصاح الشيخ زهران في تعجب: ما هذا يا شيخ حمزاوي؟
وقال الشيخ: ملاك من عند الله.
ورد شيخ الخفر: ولم لا يكون شيطانا ابن شيطان؟
وقال حمزاوي وهو لا يزال غائبا عن الوعي: رزق من عند الله يا شيخ زهران.
ورد شيخ الخفر: لن يجلب ابن الحرام يا شيخ حمزاوي.
وهنا أطلت فتحية رأسها من فرجة الباب وقالت بصوت واهن لكنه غاضب: اسكت يا شيخ زهران اسكت، إنه خير وبركة من عند الله، ما حرام إلا الحرام.
Halaman tidak diketahui