Kematian Lelaki Terakhir di Bumi
موت الرجل الوحيد على الأرض
Genre-genre
وقالت وهي تبتلع ريقها: أنا نفيسة؟
وعاد الصوت الممطوط: نفيسة مين؟
قالت وهي تمسح حبة عرق سقطت من فوق أنفها: خالتي أم صابر أرسلتني إليك يا خالة نفوسة.
دب السكون لحظة، سمعت خلاله نفيسة أنفاسها ودقات قلبها. ثم سمعت الباب الثقيل ينفتح وحده دون أن يظهر أحد، كأنما حركته يد عفريت من العفاريت.
ظلت واقفة بغير حركة كتمثال جامد، وحينما مدت قدمها لتدخل أدركت أنها ترتعد. •••
قبل أن يرتفع في الظلمة أذان أول ديك، فتحت فتحية عينيها، أو ربما كانت عيناها مفتوحتين من قبل، ورأت زوجها راقدا على ظهره وقد انفتح فمه وراح يشخر بصوت غليظ أشبه بالحشرجة، أنفاسه ثقيلة برائحة الدخان والشيشة، وأسنانه صفراء متآكلة، وخشخشة سعال وبصاق تجمع طول الليل في صدره.
لكزته بيدها في كتفه لتوقظه، لكنه انقلب على جنبه معطيا ظهره لها وهو يزمجر ببعض حروف غير مفهومة. ارتفع في الجو مرة أخرى أذان الديك فلكزته بيدها بقوة مرة أخرى، وهي تقول: يا شيخ حمزاوي، الديك صحا وأذن لصلاة الفجر وأنت لا تزال تشخر.
فتح الشيخ حمزاوي عينيه وهو يزم شفتيه ليبتلع في صمت هذه الكلمات التي لكزته كاللكمات في جنبه، نهض دون أن ينطق، فزوجته فتحية ليست مثل زوجاته السابقات. لم تكن واحدة منهن تجرؤ على أن تفتح عينيها في عينيه، أو تقول له كلمة، أو تقارنه بأي رجل في كفر الطين، فما بال هذه هي التي تقارنه بالديك بل تقول إن الديك أفضل منه؟ لكنه لم يعد يهمه أن يكون ديكا أو غير ديك؛ فقد استطاع أن يتزوجها رغم أنفها، وأن يعيش معها كل هذه السنوات رغم أن وصفة الحاج إسماعيل لم تنفع وحجابه لم يفعل شيئا. رآها لأول مرة حين كان جالسا كعادته أمام دكان الحاج إسماعيل، لمحها وهي تخطر بجسدها اللدن فوق الجسر حاملة الجرة. همس في أذن الحاج إسماعيل: ابنة من هذه؟
ورد الحاج إسماعيل: فتحية ابنة مسعود.
وقال الشيخ حمزاوي بشيء من الاغتباط: أبوها رجل فقير، وسوف يرحب بي بلا شك.
Halaman tidak diketahui