Ensiklopedia Mesir Purba
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
Genre-genre
ظهر بعد «شمبليون» العالم «أمانويل دي روجيه»، وقد قام بنقل الكثير من النقوش، وبدأ في وضع بحث منظم عن تاريخ مصر أساسه نقوش آثارها، كما وضع مؤلفا قيما عن جغرافية الوجه البحري، وفي أيامه ظهر العالم العظيم «مارييت» الذي يرجع إليه الفضل في تأسيس المتحف المصري ومصلحة الآثار المصرية سنة 1857، وقد كان أول من قام بحفائر على نمط كبير، وكشف عن المعابد والجبانات، وكان من أهم مراكز أبحاثه منطقة شقارة حيث كان أول مكتشف لمقابر العجل «أبيس» المعروفة ب «السرابيوم» ولكثير من مقابر الدولة القديمة هناك، وقد كان للعلماء الفرنسيين في هذا الوقت نشاط كبير فظهر منهم الكثيرون، وأسس إلى جانب مصلحة الآثار المصرية المعهد الفرنسي للعاديات الشرقية ومقره القاهرة، وقد قام المعهد منذ إنشائه بطبع الكثير من الأبحاث الثمينة، ونتائج حفائره المستمرة في كثير من جهات القطر. ولعل أبرز هؤلاء العلماء هو المرحوم «جان مسبرو»، الذي تولى إدارة مصلحة الآثار المصرية مرتين، وقد خلف لنا المئات من أبحاثه في اللغة والآثار، وبخاصة في منطقة سقارة حيث فتح بعض أهرام ملوك الأسرتين الخامسة والسادسة، ووجد جدران حجرات الدفن فيها مغطاة بنصوص ونقوش دينية، وهي المعروفة لنا تحت اسم «متون الأهرام»، وسيأتي ذكرها في موضع آخر من هذا الكتاب، وجاء بعده الكثير من العلماء الفرنسيين أمثال «لوريه» و«دي مرجان» و«لاكو» و«موريه» و«شاسينا».
ثانيا: الألمان:
أول من ظهر من علماء الألمان، وقام بعمل عظيم هو «ريتشارد لبسيوس»، الذي جاء إلى القطر على رأس بعثة «من عام 1842-1845» لدراسة آثارها على نفقة ملك بروسيا في ذلك الوقت، وقد قامت هذه البعثة بدراسة آثار مصر والنوبة دراسة علمية منظمة، ولم تكتف بنقل النقوش فقط، بل استلزمت أبحاثها عمل الكثير من الحفائر في مصر والنوبة، وقد ظهرت نتيجة أبحاثها في المؤلف الخالد المعروف باسم «لبسيوس دنكميلر»، وقد طبع عام 1849 في اثني عشر جزءا، وما زال إلى الآن مرجع كل مشتغل بالآثار. بعد لبسيوس تألق نجم عالم آخر هو «هنري بروكش» الذي نجح عام 1849 في قراءة الكتابة الديموطيقية، وقد فاق معظم العلماء في ذكائه ونشاطه، ويستحق أن يوضع في صف «شمبليون» في مقدار إنتاجه، وقد وضع قاموسا في اللغة المصرية القديمة، وقاموسا آخر لجغرافية مصر وأجرومية للديموطيقية. ثم جاء بعده سنة 1878 العالم «أدولف أرمن» وكان أكبر عمل له أن وضع أجرومية للغة المصرية القديمة، وكذلك لكل ما أمكن من المتون المصرية القديمة، واستعان ببعض تلاميذه في ترجمتها، واستخلص منها قاموسا للغة المصرية، وكذلك كتاب مؤلفا قيما عن الحياة المصرية، يعد من أحسن ما أخرج للناس في هذا الموضوع.
وقد تخرج على يده عدد من العلماء لهم شهرة عالمية، نخص بالذكر منهم الأستاذ «شتيندورف» الذي وضع أجرومية اللغة القبطية، والأستاذ «زيته» الذي جمع متون الأهرام وترجمها، وأصبح بذلك العمدة الوحيد في كل العالم في تفسيرها، والأستاذ «ينكر» الذي يمتاز بمعرفة المتون المصرية في كل عصورها معرفة لا يضارعه فيها أحد، واختص في عصر البطالسة حتى أصبح المرجع الوحيد فيه، والأستاذ «شبيجلبرج» الذي اختص بالديموطيقية والأستاذ «شيفر»، وهو من أحسن العلماء في علم الآثار والفن المصري.
ثالثا: الإنجليز:
وقد قام علماء الإنجليز بقسط وافر في النهوض باللغة المصرية القديمة وآثارها، ونخص بالذكر منهم العالم «برش» و«ولكنسون» صاحب كتاب العادات والأخلاق في مصر القديمة، ثم الأستاذ «جرفث» صاحب التآليف العدة في الديموطيقية وتراجم المتون المصرية، والأستاذ «جردنر» الذي وضع كتابا في أجرومية اللغة المصرية، ويعد أكبر عمدة الآن في هذا الباب، وكذلك ساعد بأبحاثه العدة على تقدم قراءة الخط الهيراطيقي، والأستاذ «جن» الذي وضع كتابا قيما في إعراب اللغة المصرية، وأخيرا الأستاذ «نيوبري» وله أبحاث دقيقة في علم الآثار.
وبجانب هؤلاء العلماء ظهر علماء آخرون من جنسيات أخرى، ساعدوا على النهوض بهذه اللغة، ونخص بالذكر منهم الأستاذ «جولنشيف» الروسي صاحب الأبحاث العدة في اللغة، وقد ترجم كثيرا من المتون المصرية، والأستاذ «ريزنر» الأمريكي الذي قام بحفائر منظمة في مصر وبلاد النوبة منذ 1903، ولا يزال إلى الآن ينقب في منطقة الجيزة غربي الهرم الأكبر، ومن أهم مؤلفاته كتابه عن «منكاورع» باني الهرم الثالث.
أما أكبر عالم خدم التاريخ المصري القديم فهو الأستاذ «برستد »، الذي جمع كل المتون التاريخية، واستخلص منها تاريخا لمصر، يعتبر رغم قدمه من أكبر المراجع في التاريخ المصري القديم إلى الفتح الفارسي.
أما المصريون فلم يقوموا بدراسة لغة بلادهم وآثارها إلا منذ عهد قريب وعلى رأسهم المرحوم أحمد كمال باشا الذي ألف عدة كتب بالفرنسية والعربية، ثم جاءت النهضة المصرية الحديثة، وقام بعض أبنائها بالحفر والتنقيب ووضع بعض الكتب، وقد أسس في مصر معهدا لدراسة الآثار المصرية بالجامعة منذ عدة سنوات، وينتظر منه خير كثير، وكذلك أرسلت البعثات لدراسة اللغة المصرية، والأمل كله معقود على هؤلاء الشبان المصريين في النهوض بآثار بلادهم، وإخراج المؤلفات عنها، وإظهار عظمة مصر ومجدها القديم، وهم أولى الناس بهذا الشرف العظيم.
الفصل الثالث
Halaman tidak diketahui