Ensiklopedia Mesir Purba
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
Genre-genre
ومما سبق يتضح أن الكهنة بوجه عام لم يكونوا طائفة قائمة بذاتها، بل كانوا يعينون بطرق مختلفة من بين كبار رجال الدولة، ولذلك نجد الألقاب الكهنوتية مختلطة بالألقاب الأخرى الحكومية. (3) الألقاب الإدارية الرئيسية، وألقاب الإدارة الاقطاعية
لقد كان أهم مظاهر التجديد في الحكومة المصرية في عهد الأسرة الرابعة هو إنشاء وظيفة «وزير». وقد كان يشغلها دائما أحد أولاد الملك الذي كان في الوقت نفسه كاهنا للإله «تحوت» وهو مع الإلهة «معات» إلهة العدل والإلهة «سشات» إلهة الإدارة، الآلهة الرسميين الذين كان في يدهم السلطة الحكومية. وقد كان أهمهم «تحوت» إله القانون، فكان الوزير كاهنه، وفي الوقت نفسه رئيس الحكومة. والوزراء المعروفون في عهد الأسرة الرابعة «كانفر» و«نفرمعات» وهما ابن «سنفرو» وحفيده على التوالي. ثم «حميون» بن «نفرمعات» ثم «ني كاورع» بن «خفرع»، إلخ.
وقد ظن البعض أن إمحوتب مهندس الفرعون «زوسر» كان يحمل لقب وزير، ولكن يجب هنا أن نفرق بين اللقب والوظيفة، فمن المحتمل جدا أن «إمحوتب» كان يقوم بأعمال الوزير ومهامه، ومع ذلك فإننا لا نعرف أن هذا اللقب قد منح له إلا من وثائق متأخرة، ولذا يعد من الخطأ أن نعتبره أول وزير مصري، بل على ما نعرف حسب ما جاء على الآثار هو «كانفر» ثم «نفر معات» إلخ، والواقع أن الوزير كان الرئيس الأعلى للإدارة المصرية، وكان لا بد له أن يدرس كل الأعمال الهامة في البلاد، يساعده في عمله رئيس البعوث، وهو الذي كان يحمل أوامره ويضع أمامه كل التقارير الخاصة بمصالح المقاطعات، وكذلك كان يشرف الوزير على السجلات الملكية التي كانت تحفظ فيها الأوراق الهامة كالمراسيم الملكية والعقود والوصايا.
أعمال الوزير
ومن أعمال الوزير أنه كان رئيس القضاة، ولذلك كان هو الرئيس لمحكمة الستة العليا كما سنشرح ذلك فيما بعد. ولما كان الوزير بحكم وظيفته يقوم بالأمور القضائية، فإنه كان يحب أن ينسب إلى الإلهين الحاميين للعدالة، فكان يلقب أحيانا أعظم الخمسة القائمين على بيت «تحوت» إله القانون، وكذلك كان يدعى كاهن إلهة العدل «معات»، وذلك منذ ختام الأسرة الخامسة، وأخيرا كان في يد الوزير إدارة مصلحتين من أهم مصالح الدولة، وهما الخزانة ووزارة الزراعة اللتان سنتكلم عنهما فيما بعد. ويجب هنا أن نلاحظ أن من بين ألقاب الوزير الرسمية الكثيرة، عددا عظيما لا يعتبر وظائف حقيقية يقوم بها، ولكنها في الواقع ألقاب شرف تدل على سلطانه العظيم في طول البلاد وعرضها؛ فمنها أنه كان يلقب بمدير كل أعمال الملك، ورئيس بيت الأسلحة ورئيس حجر زينة الملك إلخ.
حاملو الأختام وعملهم
ومن أهم الوظائف في الدولة القديمة وظائف حاملي أختام الإله (أي ملك الوجه القبلي) وحاملي أختام ملك الوجه البحري. وهذه الألقاب وجدت منذ عهد أواسط الأسرة الأولى وبقيت طوال الدولة القديمة، ولكن اللقب الثاني يظهر أنه أصبح لقب شرف، أما الأول فكان له شأن عظيم، والواقع أن هؤلاء الموظفين كانوا قبل كل شيء رؤساء بعثات؛ إذ كانوا ينظمون ويديرون البعثات في المناجم والرحلات التجارية في الخارج، ولهذا السبب كان لديهم غالبا جنود مسلحون أو أسطول تحت إدارتهم، وكانوا يحملون أحيانا لقب قائد الجيش أو أمير الأسطول، يضاف إلى ذلك أنهم ربما كانوا يديرون الأوقاف الملكية. (4) طائفة الكتبة
وعلى أية حال فإن الإدارة في العصر المنفي كانت مشتقة من إدارة العصر الطيني مع فارق هو حدوث تقدم محسوس في عهد ملوك منف وذلك أمر طبعي تتطلبه سنة الرقي، وبخاصة إذا علمنا أن مصر في عهد الدولة القديمة أصبحت من أعظم ممالك الشرق تقدما، ولذلك فإن نظام الإدارة البسيط الذي كان متبعا في عهد ملوك الأسرتين الأوليين أصبح غير متكافئ مع مملكة قوية متحدة مثل المملكة المنفية. وربما كان هذا هو السبب في إنشاء وظيفة وزير، وزيادة عدد الموظفين، فقد ذكرنا أنه كان بجانب مدير المصالح وكلاء وكتبة كثيرون. وكانت وظيفة الكاتب في كل عصور تاريخ مصر وظيفة مرغوبا فيها، ولذلك كانت المدرسة عندهم تسمى «بيت الحياة»، وهذا الاسم الجميل كاف في الدلالة على أهمية وظيفة الكاتب.
والواقع أن الكتاب كانوا فخورين بمعلوماتهم وبخاصة أنهم كانوا بحكم عملهم واقفين على كل القرارات الهامة جدا في مصالح الحكومة العظيمة. والظاهر أن أهمية الكتاب ومقامهم في إدارة حركة مصالح الحكومة حبتهم بألقاب خاصة ترفع من مكانتهم وتعظم من شأنهم. ولذلك نرى أن بعض الألقاب كانت تبتدئ بلقب رئيس الأسرار «حرى سشتا» وهذا اللقب يدل بطبيعة الحال على أن حامله عالم بالأسرار التي يرأسها، ولكن مما يؤسف له أن اللقب في بعض الأحيان لم تحدد وظيفته أو السر الذي هو مشترك في كتمانه. وقد وصلت إلينا من الدولة القديمة قائمة عظيمة بألقاب موظفين يبتدئ كل منها «رئيس أسرار» وسنعطي هنا بعض الأمثلة:
رئيس أسرار كل أوامر الملك، رئيس أسرار كل القرارات القضائية (لمحكمة الستة العليا)، ورئيس أسرار كل الأشياء التي يراها إنسان، ورئيس أسرار الأشياء التي يسمعها رجل واحد، ورئيس أسرار الملك في كل مكان ، ورئيس أسرار الكلام المقدس، ورئيس أسرار محكمة العدل. وسنرى أن هذه الألقاب كانت لها معان خاصة في وظائف الدولة، ولا يبعد أن يكون هذا اللقب (رئيس الأسرار) في الأصل نعتا يوصف به الكتبة ثم بعد ذلك عمم وأصبح يستعمل لتأليف عدة ألقاب تتميز بها ألقاب الشرف ومقدار علاقة كل لقب بالملك أو كبار رجال البلاط والدولة كما سنوضح ذلك كله في حينه.
Halaman tidak diketahui