Sikap Terhadap Metafizik
موقف من الميتافيزيقا
Genre-genre
وينشأ الغموض في استخدامنا الأسلوب المادي؛ لأن هذا الأسلوب يجعل المدركات التي يتحدث عنها مطلقة، كأنما هي مدركات تحتفظ بمعانيها بالنسبة إلى كل لغة مهما تكن، مع أنك - لكي يكون حديثك واضحا دقيقا - لا بد من تعيين نوع اللغة التي تريد أن نفهم كلامك بالنسبة إلى قواعدها ومواضعاتها؛ لأن الكلام قد يكون خطأ إذا نسبناه إلى لغة الحديث الجارية، صوابا إذا نسبناه إلى لغة العلم المتفق عليها بين العلماء.
وكثير جدا من مشكلات الفلسفة ينشأ بين المذاهب المختلفة؛ لأن متحدثا في مذهب ما يقصد إلى استعمال لغة معينة، بينما المتحدث في المذهب الآخر يقصد إلى استعمال لغة أخرى، وبهذا يكون الخلاف بينهما اختلافا في طريقة التعبير، لا اختلافا على حقيقة موضوعية خارجية.
خذ مثلا هذا الخلاف المشهور: هل الشيء الذي أدركه - كالقط الذي في يدي الآن مثلا - مركب من معطيات حسية، أم هو مركب من ذرات مادية خارج حواسي؟
لو أننا وضعنا أقوال المذهبين في أسلوب صوري يوضح نوع اللغة المستعملة في الحديث؛ لتبين ألا تناقض بين الرأيين، فالرأيان هما: (أ) الأسلوب المادي (ب) الأسلوب الصوري (1) الشيء مركب من معطيات حسية. (1) كل جملة ترد فيها لفظة دالة على شيء تساوي مجموعة من الجمل الخالية من الألفاظ الدالة على أشياء، إذ تشتمل فقط على ألفاظ دالة على معطيات حسية. (2) الشيء مركب من ذرات. (2) كل جملة ترد فيها لفظة دالة على شيء تساوي مجموعة من الجمل المشتملة على إحداثيات مكانية زمانية (بالمعنى المفهوم في علم الطبيعة).
هذان رجلان، يقول الأول قولا، ويقول الآخر قولا آخر، فلو اقتصرا على استخدام الأسلوب المادي لظهر بينهما خلاف، أما إذا استخدما الأسلوب الصوري لتبين ألا تعارض بين قوليهما؛ لأن الأول بمثابة من يقول: أنا أستطيع أن أحول الجملة التي فيها لفظة «قلم» إلى مجموعة من الجمل أستغني فيها عن لفظة «قلم»، وأستعمل بدلها المعطيات الحسية التي أدركها، من لون وصلابة وشكل ... إلخ، وأما الثاني فهو بمثابة من يقول: إني أستطيع أن أحول الجملة إلى مجموعة جمل أستغني فيها عن لفظة «قلم»، وأستبدل بها أبعادا مكانية ووزنا ... إلخ، إنه لا تعارض بين الرجلين، كل ما في الأمر أن كلا منهما يتحدث بلغة تختلف عن اللغة التي يتحدث بها زميله، الأول يقصد بلفظة «قلم» غير ما يقصده الثاني، فكل منهما صواب بالنسبة إلى اللغة التي يتحدث بها.
48
وخذ مثلا آخر مشكلة ميتافيزيقية أخرى، تعجب أشد العجب كيف استنفدت من الفلاسفة كل هذا الجزء الذي استنفدته، وأعني بها مشكلة العلاقات، فهل العلاقات التي نراها قائمة بين الأشياء حقيقية أم وهمية؟ فأنا أرى الآن ساعة على مكتبي، وهي قائمة إلى يمين المصباح وهكذا، والسؤال مرة أخرى هو: أحقيقة أن العالم مكون من عدة أشياء بينها علاقات على نحو ما أرى؟ أم أنه في حقيقته كائن واحد لا كثرة فيه، وبالتالي لا علاقات بين أجزائه، وإذن فهذه العلاقات التي أراها بين الكثرة الموهومة هي أيضا وهمية من خلق الإنسان؟
أما أنصار المذهب المثالي
49
فيأخذون بهذا الرأي الثاني الذي ينكر الكثرة وينكر العلاقات بينها، وطريقتهم في تأييد مذهبهم هذا هي أن يبينوا لك أننا لو فرضنا جدلا وجود العلاقات بين الأشياء لوقعنا في تناقض، مثال ذلك:
Halaman tidak diketahui