Sikap Terhadap Metafizik
موقف من الميتافيزيقا
Genre-genre
وواضح أنه لو اقتصر باحث في بحثه على التشكيلات اللغوية وحدها، أعني لو أنه اقتصر على بحثه للطريقة التي تتكون بها العبارات اللغوية، والطريقة التي يمكن بها اشتقاق عبارة من عبارة (وهذان هما قوام السنتاطيقا) لما كان هنالك حاجة إلى استخدام كلمة «صدق» أو كلمة «كذب» إطلاقا، إذ تبدأ الحاجة إلى استعمال هاتين الكلمتين، حين نلتفت إلى عالم الأشياء والوقائع؛ لنرى هل التركيبة اللفظية المعينة تصور أو لا تصور شيئا من الواقع، ولعل هذا هو ما حدا ب «كارناب» أن يضيف بحثه السمانطيقي إلى بحوثه الأولى في السنتاطيقا، أي حدا به إلى إضافة طريقة إدراك المدلولات إلى بحوثه الأولى التي اقتصرت على تحليل التكوين اللفظي للعبارات، بغض النظر عن مدلولاتها الخارجية.
لكن إذا كان صدق العبارة معناه مطابقتها للشيء الخارجي أو للواقعة الخارجية، فماذا نقول في صدق قواعد المنطق نفسها، مع أن هذه القواعد صدقها ضروري يستحيل عليه الخطأ؟ خذ - مثلا - قاعدة أن النقيضين لا يجتمعان، فلا يجوز قبول عبارة كهذه «س ولا س»، هذه قاعدة «صادقة» بالضرورة، فما معنى «صادقة» هنا، مع أنه ليس هناك في عالم الأشياء ما نرجع إليه لنطابق بينه وبين قولنا: إن «س ولا س لا يجتمعان»؟
هنا يقول «كارناب»: إن قواعد المنطق صادقة بمعنى أننا اتفقنا عليها حين اتفقنا على رموز اللغة وطريقة استخدامها،
26
فقواعد المنطق مختارة منا اتفاقا، وصدقها اتفاقي،
27
كأن يتفق اثنان - مثلا - على أن يتفاهما برمز معين مثل هذا الرمز «-» على أنه يعني عدم وجود الشيء الذي يجيء هذا الرمز سابقا لاسمه، فإن قال أحدهما «- س» فهم الآخر أن س غير موجود، فإذا وجدا بعد ذلك أن الرمز «-» يدل دائما على معنى معين، لما جاز لهما أن يعجبا؛ لأن دوام معناه ودوام صدقه هو نتيجة اتفاقهما، وقد كان في مستطاعهما أن يتفقا على خلاف ذلك، كأن يتفقا - مثلا - على أن الرمز نفسه دال على وجود الشيء الذي يجيء الرمز سابقا لاسمه، فقولنا عن العبارتين الآتيتين : «نابليون ولد في كورسكا» و«نابليون لم يولد في كورسكا» إنهما جملتان متناقضتان، أي إن الواحدة منهما تنفي الأخرى منطقيا، معناه أننا اصطلحنا بحكم القواعد التي تواضعنا عليها في اللغة واستعمالها، على أن كلمة النفي «لم» إذا وجدت في جملة، كان معناها أن الجملة تصبح متناقضة مع نفس الجملة إذا خلت منها، بحيث يستحيل صدقهما معا أو كذبهما معا.
28
ولقد تعرض الأستاذ «آير» لهذه النقطة فشرحها شرحا واضحا
29
Halaman tidak diketahui