٣٧ - وفي رواية له: إن أبا بكر قام خطيبًا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: الحمد لله الذي هدى فكفى، وأعطى فأغنى (١).
_________
(١) روى ابن عساكر في التاريخ ٣٠/ ٣١٨ بسنده عن صالح بن كيسان قال: (لما كانت الردة قام أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: الحمد لله الذي هدى فكفى، وأعطى فأغنى. إن الله بعث محمدًا ﷺ والعلم شريد، والإسلام غريب طريد، قد رث حبله، وخلق عهده، وضل أهله عنه، ومقت الله أهل الكتاب فلا يعطيهم خيرًا لخير عندهم، ولا يصرف عنهم شرًّا لشر عندهم، قد غيروا كتابهم، وأتوا عليه ما ليس فيه، والعرب الأميون صفر من الله، لا يعبدونه ولا يدعونه، أجهدهم عيشًا، وأضلهم دينًا، في ظلف من الأرض، مع قلة السحاب، فجمعهم الله بمحمد ﷺ، وجعلهم الأمة الوسطى، نصرهم بمن اتبعهم، ونصرهم على غيرهم، حتى قبض الله نبيه ﷺ، فركب منهم الشيطان مركبه الذي أنزله الله عنه، وأخذ بأيديهم، وبغى هلكهم ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: ١٤٤].
إن من حولكم من العرب منعوا شاتهم وبعيرهم، ولم يكونوا في دينهم -وإن رجعوا إليه- أزهد منهم يومهم هذا، ولم تكونوا في دينكم أقوى منكم يومكم هذا، على ما فقدتم من بركة نبيكم ﷺ، ولقد وكلكم إلى الكافي الأول الذي وجده ضالًّا فهداه، وعائلًا فأغناه، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها. والله لا أدع أقاتل على أمر الله حتى ينجز الله وعده، ويوفي لنا عهده، ويقتل من قتل منا شهيدًا من أهل الجنة، ويبقى من بقي منا خليفته وورثته في أرضه، قضاء الله الحق، وقوله الذي لا خلف فيه ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾ [النور: ٥٥] ثم نزل، ا. هـ. مصححًا، وهو في كنز العمال ٥/ ٦٦٢ - ٦٦٤ معزوًا إلى ابن عساكر وفي بعض الألفاظ خلاف، وفيه: (قال ابن كثير: فيه انقطاع بين صالح بن كيسان والصديق، لكنه يشهد لنفسه بالصحة، لجزالة ألفاظه، وكثرة ما له من الشواهد). والخطبة في البداية والنهاية ٦/ ٣١٢ ط المعارف، وليس فيه هذا القول!.
1 / 69