محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرًا ونذيرًا وسراجًا منيرًا ﴿لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ (١) ومن يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد ضل ضلالًا مبينًا.
أوصيكم بتقوى الله والاعتصام بأمر الله الذي شرع لكم وهداكم به، فإن جوامع هدى الإسلام بعد كلمة الإخلاص السمع والطاعة لمن ولاه الله أمركم، فإنه من يطع ولي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد أفلح وأدى الذي عليه من الحق، وإياكم واتباع الهوى فقد أفلح من حفظ [من] (٢) الهوى والطمع والغضب.
وإياكم والفخر، وما فخر من خلق من تراب، ثم إلى التراب يعود، ثم يأكله الدود، ثم هو اليوم حي وغدًا ميت؟! فاعملوا يومًا بيوم وساعة بساعة، وتوقوا دعاء المظلوم، وعدوا أنفسكم في الموتى، واصبروا فإن العمل كله بالصبر، واحذروا والحذر ينفع، واعملوا والعمل (٣) يقبل، واحذروا ما حذركم الله من عذابه، وسارعوا فيما وعدكم الله من رحمته وثوابه، وافهموا تفهموا، واتقوا توقوا، فإن الله قد بين لكم ما أهلك به مَنْ كان قبلكم وما نجا به مَنْ نجا قبلكم، قد بين لكم في كتابه حلاله وحرامه، وما
_________
(١) من سورة يس، الآية: ٧٠.
(٢) ليست في النسخ، وهي من الكنز.
(٣) في الكنز: فالحذر، فالعمل، أي بالفاء، والعطف بالواو هو الصحيح هنا، أي احذروا في وقت ينفع فيه الحذر، واعملوا في وقت يقبل فيه العمل.
1 / 66