وهذا الموضوع ألف فيه العلماء ابتداء من أبي الحسن المدائني (١٣٢ - ٢٢٤ هـ) واستمر التأليف إلى الإربلي (ت: ٦١٩ هـ)، ثم لا نجد مؤلفًا في ذلك إلى زمن الشيخ علي القاري (ت: ١٠١٤ هـ)، ثم عاد العلماء إلى التأليف فيه في القرن الرابع عشر.
وهو جدير بالاهتمام الشديد، إذ (أخطب الخطباء رسول الله ﷺ، لأنه أفصح العرب لسانًا، لا بيان كبيانه، ولا كلام يعدل كلامه، أُيد بالحكمة، وحف بالعصمة، فبذَّ الناطقين، وحاز قصب السابقين، فصلى الله عليه وعلى جماعة النبيين) (١).
وخطب النبي ﷺ: (هي الأصل الأصيل، واقتفى آثارها الخلفاء الراشدون، وأكثر السلف ... قاله أبو عبد الله بن الطيب الشرقي في حواشيه على القاموس) (٢).
وترجع صلتي بالقاري إلى بداية طلبي العلم حين قرأت كتابيه: المصنوع في معرفة الحديث الموضوع، وفتح باب العناية بشرح كتاب النقاية (الجزء الأول)، اللذين حققهما وعلَّق عليهما العلامة الأستاذ الشيخ عبد الفتاح أبو غدّة (ت: ١٤١٧ هـ).
ومن ذلك الوقت وأنا أتابع كتبه، وأسعى إلى الحصول عليها، وصورت قسمًا منها من مكتبة الأوقاف العامة في بغداد، والجامعة الإسلامية ومكتبة
_________
(١) إحكام صنعة الكلام لأبي القاسم الكلاعي ص ١٦٧.
(٢) التراتيب الإدارية ١/ ٢٢٠. وانظر: تاريخ الأدب العربي للزيات ص ١٣١، والفن ومذاهبه في النثر العربي لشوقي ضيف ص ٥٧.
1 / 10