76

Mawarid al-Dhaman li-Durus al-Zaman

موارد الظمآن لدروس الزمان

Nombor Edisi

الثلاثون

Tahun Penerbitan

١٤٢٤ هـ

Genre-genre

وَصِيَّتي فلا خَيْرَ في عِلْمٍ لا ينفَعُ، واعْلَمُ أنه لا غِنَى بك عن حُسْن الارتِيَادِ مَعَ بَلاغِكَ مِنَ الزادِ. فإنْ أَصبْتَ مِنْ أهلِ الفَاقَة مَنْ يَحْتَمِلُ عَنْكَ زَادَكَ فيُوَافِيكَ بهِ في مَعَادِكَ فاغْتَنِمْهُ فإنَّ أمامَكَ عقبةً كَؤُودًا لا يُجاوزُها إلا أخَفُّ الناسِ حِمْلًا. وَأَجْمِلْ في الطَلَبِ وَأَحْسِنْ في المَكْسَبِ فَرُبَّ طَلَبٍ قدْ جَرَّ إلى حَرْبٍ وإنَّمَا المَحْروبُ مَنْ حُربَ دِينَهُ والمَسلوبُ مَنْ سُلِبَ يَقينَهُ، واعْلَمْ أَنهُ لا غِنَى يَعْدِلُ الجَنةَ ولاَ فقرَ يَعْدِلُ النارَ والسلام عليكَ ورحمةُ الله. وَقال بَعْضُهم: لا غِنَى يَعْدِل رَضِى الله ولا فَقْرَ يَعْدِلُ سَخْطَهُ. قال النَّاظم: وكُنْ بينَ خَوفٍ والرَّجَا عاملًا لِمَا ... تَخَافُ وَلاَ تَقْنَطْ وُثُوقًا بِمَوعِدِ تَذَكَّرْ ذُنوبًا قَدْ مَضَيْن وَتُبْ لَهَا ... وَتُبْ مُطْلقًا مَع فَقْدِ عِلْمِ التَّعَمُّدِ وبادِرْ مَتَابًا قَبْلَ يُغْلَقُ بَابُهُ ... وَتُطوَى على الأعمالِ صُحْفُ التزَوُّدِ فحِينَئِذٍ لا يَنْفَعُ المَرْءَ تَوْبَةٌ ... إذا عَايَنَ الأَمْلاكَ أَوْ غَرْغَرَ الصَّدِي ولا تَجْعَلِ الآمَالَ حِصْنًا فَإِنَّهَا ... سَرَابٌ يَغُرُّ الغافلَ الجاهلَ الصَّدِي فَبَيْنَا هُوْ مُغْتَرًا يُفُاجِئُهُ الرَّدَى ... فَيُصْبحُ نَدْمَانًا يَعَضُّ على اليَدِ وَتَوْبَةُ حقِّ اللهِ يَسْتَغْفرُ الفَتَى ... وَيَندمُ يَنْوِي لا يَعودُ إِلَى الرَّدَي وإِنْ كَانَ مِمَّا يُوجِبُ الْحَدَّ ظَاهِرًا ... فَسِتْرُكَ أَوْلَى مِنْ مُقِرٍّ لِيُحْدِدَ وإِنْ تَابَ مِنْ غَصْبٍ فيُشرَطُ رَدُّهُ ... وَمَعْ عَجْزِهِ يَنْوي مَتَى وَاتَ يَرْدُدِ وَمِنْ حَدِّ قَذْفٍ أَوْ قِصَاصٍ مَتَابُهُ ... بِتَمْكِينِهِ مِنْ نَفْسِهِ مَعَ مَا أَبْتُدِي وَتَحْلِيلُ مَظْلُومٍ مَتَابٌ لِنَادِمٍ ... تَدَارُكُ عُدْوَانِ اللِسَانِ أَوِ اليَدِ لِلَّهِ دَرّ قَومٍ بادَرُوا الأَوْقاتِ، واسْتَدْركُوا الْهَفَوات، فالعَينُ مَشْغُولةٌ بالدَّمْع عن المحرَّماتِ، واللسانُ مَحبوسٌ في سِجْن الصَّمْت عن الهَلَكَاتْ، والكفُّ قد كُفَّتْ بالخوفِ عن الشهوات، والقَدَم قد قُيِّدت بِقَيدِ المحاسبَات.

1 / 75