403

Matmah Amal

مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال

Genre-genre

Tasawuf

ولما انتهى نواب وقف الجهة الشرفية إلى إمام عصرنا المؤيد بالله أيده الله وإلى حضرة أخيه وابن عمه مولانا: القاسم بن أمير المؤمنين المؤيد بالله أيده الله أمرهم الإمام بإصلاح عين الوقف أولا والموقوف عليه، وكفاية مؤذنه، ومقيمه، وراتبه، ومعلم القرآن فيه وفرشه وتسريجه، ثم التدريس والإحياء وتسليم ما قرر فيه المصلحة من الباقي بعد الأمور المذكورة أولا، فكان فيما ذكره نواب الوقف للإمام [عليه السلام] عند ذكر التدريس والإحياء أن قالوا: حسب العادة؛ وأرادوا بهذا مفاسد كثيرة أعظمها اجتحاف حقوق المساجد والطرق والمناهل بذلك؛ لأن العادة جرت لهم باجتحافها بعد أن جعلوا في موضعين في هذه الجهات من يدرس في شيء من مختصرات الفقه على من يحتاج في نفسه إلى الطلب لقصوره[130ب]، ويجعلون هذا وسيلة إلى انتهاب الحقوق على سعتها ونقلها لأنفسهم؛ فإذا جاء أهل المساجد والجوامع في جميع هجر الجهة إليهم، وطلبوا الإحياء على حقوق مساجدهم أعرضوا عنهم، واحتجوا عليهم بما شرطوه على الإمام من الجري على العادة وهي اجتحاف الحقوق، وإماتة الهجر بسبب ما جعلوه وسيلة إلى ذلك، وحيلة على أخذه، وهو جعل من يدرس ممن مضت صفتهم في موضعين نائيين عن هجر العلم المعروفة بعيدين من مواضع الطلبة، وفي خلال هذا يرسلون عمالهم إلى الشركاء في الأوقاف على كثرتها واتساع غلاتها من بن وبر وذرة وعنب وخضروات وغيرها؛ وقد يبادرون إلى بيعها قبل قبضها منهم خوفا مما ذكرناه أولا، وكنت راجعت الإمام عليه السلام في أخذ مثل هؤلاء لمقررات متسعة مأخوذة من الأئمة على وجه الغرر من عين الوقف، وأنه هل يكون إذن الإمام محللا لهم أو مشروطا من حيث المعنى بكونه فضلة، ويكون أخذه ممن فيه مصلحة، إن كان الثاني فلا فضلة والأمر كما ذكرناه أولا من إماتة المساجد والجوامع، ومنع عمارها، والمحيين فيها عن تناول ما هو حق لهم من حقوقها؛ وإن كان الأول فالمعلوم من قصد إمامنا أيده الله خلافه كما شافهنا به عند اجتماعنا به في (السودة) المحروسة، وعلى الأمرين جميعا فأخذهم لهذه المقررات من عين الوقف أولا، ثم تحيلهم[131أ] على أخذ الباقي بما ذكرناه ثانيا محرم شرعا بحيث لا نعلم قائلا من الأئمة وعلماء الأمة بجوازه؛ ولما راجعته أيده الله بذلك جاء جوابه الكريم مصرحا بوجوب الافتقاد لذلك ولغيره من المفاسد المذكورة أولا بعد الفراغ من أعمال البغاة في جهة الشرق، وأنه عليه السلام وجه الجنود المنصورة إليه لإصلاحه بعد خروج أهله عن الطاعة لأسباب يطول شرحها؛ وفي خلال ذلك وقع من بعض زعمائها نكث وغدر أوجب استنفار الإمام أيده الله للناس إلى الجهاد، وخروج مولانا إمام علماء العترة الأعلام القاسم بن أمير المؤمنين أيده الله إلى السودة المحروسة امتثالا لأمر الإمام [عليه السلام] واستنفر الناس من جميع الجهات، ووجههم صحبة ولده السيد الجليل: علي بن القاسم بن الإمام في جماعة موفورة، وعند رقم هذه وهم الجميع برداع العرش ينتظرون ما يقضي به نظر الإمام أيده الله.

Halaman 451