Matmah Amal
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
Genre-genre
[خطبته عند إبلاغه استشهاد أخيه محمد]
وكان من كلامه على المنبر: (اللهم إن كنت تعلم أن محمدا إنما خرج غضبا لدينك ونفيا لهذه النكتة السوداء وإيثارا لحقك؛ فارحمه واغفر له واجعل الآخرة خيرا له مردا ومنقلبا من الدنيا). ثم حرض بريقه وتردد الكلام في فيه فانتحب باكيا وبكى الناس؛ ولما نزل بايعه علماء (البصرة) وعبادها وزهادها واختصت (الزيدية) به مع (المعتزلة) ولازموا مجلسه وتولوا أعماله، وكان أبو حنيفة يدعو إليه سرا مخافة السلطان، وكتب أبو حنيفة إليه: إذا أظفرك الله بآل عيسى بن موسى وأصحابه فلا تسر فيهم سيرة أبيك يوم الجمل، فإنه لم يقتل المدبر ولم يجهز على الجريح ولم يغنم الأموال ؛ إن القوم لم يكن لهم فئة ولكن سر فيهم سيرته (يوم صفين) فإنه دفف على الجريح وقسم الغنيمة لأن أهل (الشام) كان لهم فئة؛ فظفر أبو جعفر بكتابه، فسقاه شربة مات منها شهيدا في حب أهل البيت عليهم السلام ، وكان إبراهيم [عليه السلام] يقول: (هل هي إلا سيرة علي [عليه السلام] أو النار).
ومن كلامه [عليه السلام]: (إني وجدت جميع ما يطلبه العباد عند الله في ثلاث: في المنطق والنظر والسكوت، فكل منطق ليس فيه ذكر فهو لغو وكل سكوت ليس فيه فكر فهو سهو وكل نظر ليس فيه اعتبار فهو غفلة، فطوبى لمن كان منطقه ذكرا ونظره اعتبارا وسكوته تفكرا ووسعه بينة) وبكى على خطبته وسلم المسلمون منه ويكفي في تأثيره للباقي وإعراضه عن الفاني، وما أراده من إزالة المنكرات وإماتة البدع المحرمات ما أشرنا إليه.
Halaman 169