Matlac Budur
مطلع البدور ومجمع البحور
Genre-genre
وكان كثيرا ما يهم بالعزلة فيقف على شيء من أغاليط الفقهاء في فتاويهم وأقضيتهم فيقول: وجب علي شرعا ترك العزلة، ويجتهد في إفادة الطلبة، وكان أحسن الناس خلقا، وأسهلهم جانبا، وأكرمهم نفسا، صدقاته وأياديه تفيض فيض الوبل، وكان عذب الفكاهة كريم السجية، يتعهد أصحابه، ويزورهم، وكانت قلوب الخلق مجمعة على محبته، وتعظمه الملوك والرؤساء لدينه وعلمه وورعه، ولا يردون شفاعته، ويسترون برؤيته، وكان محبوبا عند كل أحد، وإ ن لم يخل فاضل من حسد.
قال السيد الأكرم فخر الدين كاتب ترجمته، وقرأت عليه (الأزهار) وشرحه (والتذكرة) وبعض (البحر) و(صحيح البخاري) جميعه، وكان يتكلم بما تفرع من فوائد الحديث، ويذكر احتجاج العلماء به من أهل المذاهب ومن السلف الماضين، يغرف من بحر لا تكدره الدلاء، ويملي من سيب /51/ تتقاصر عنه الأنواء، وبالجملة ففي وصفه يحتار لب الواصف، وقد أردت أتبرك بقطرة من محاسن ذكره، فكتبت هذه الأحرف والله ينفعني به ويعيد من بركته، وكانت وفاته - رحمه الله - في شهر ربيع الأول من سنة ثماني وألف وقبره (بهجرة الظهرين)، - حرسها الله بصالحي عباده - إلى جنب قبر السيد الفاضل الجليل علي بن فاضل الحمزي - نفع الله به - في القبة المعروفة، كتب ذلك حفيده، وولده عبد الله بن المهدي بن إبراهيم عفا الله عنه، انتهى بحروفه، وفي أثناء الترجمة ما يدل على أنه نقلها عبد الله المذكور: من ترجمة كتبها السيد فخر الدين، ويظهر أنه أراد منها شيئا، قال حفيده المذكور وقد رثاه مولانا السيد المقام المنطيق المفوه علم الآل ومدرهم، عز الدين محمد بن عبد الله بن الإمام شرف الدين - عليه السلام - بقصيدة مطلعها.
Halaman 96