السيد البليغ المقول إبراهيم بن محمد بن الحسين الديلمي، أظنه المشهور بابن مدافع، سيد كامل الصنعة في النظم مجيد، وله المراثي والممادح الغر في القضاة آل أبي النجم، ومن جملة مرثيته للقاضي فخر الدين جعفر بن عبد الله:
إذا ما رأت عيناي حيا بغبطة ... أتيح لهم خطب من الدهر فاجع
وإن عاش قوم في المسرة برهة ... أديلوا بغم نازل لا يدافع
أمن كل وجه زائر الموت طالع ... وفي كل دار طائر الفوت واقع
وفي كل يوم للمنية عسكر ... له ذابلات في النحور شوارع
طمعنا ضلالا في البقاء وإنما ... رأت أكذب الآراء تلك المطامع
ورمنا انصراف الحتف عنا وقد رأى ... وأسمع منه الصدق راء وسامع
مضت قبلنا قوم تحدث عنهم ... بأخبارهم صدق الحديث المواضع
وباد الورى قرنا فقرنا فلم يصن ... عزيز ولم تدفع يد الحتف شافع
ولم ينج ملكا خيله ورجاله ... ولا دافعت عنه القرى والمصانع ولكنها الآجال تمضي بأول ... وآخرنا لا شك والله تابع(1)
Halaman 89