82

Matlab Hamid

المطلب الحميد في بيان مقاصد التوحيد

Penerbit

دار الهداية للطباعة والنشر والترجمة

Nombor Edisi

الطبعه الأولى ١٤١١هـ ١٩٩١م

أن ندعوه إلا بهذه الواسطة ونحو ذلك هو من قول المشركين والله تعالى يقول: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ وقد روي أن الصحابة ﵃ قالوا: يا رسول الله ربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه فنزلت الآية. وقد أمر الله العباد كلهم بالصلاة ومناجاته وأمر كلا منهم أن يقول: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ . ثم يقال لهذا المشرك أنت إذا دعوت هذا فإن كنت تظن أ، هـ أعلم بحالك أو يقدر على سؤالك أو أرحم بك من ربك فهذا جهل وضلال وكفر وإن كنت تعلم أن الله تعالى أعلم وأقدر وأرحم فلماذا عدلت عن سؤاله إلى سؤال غيره وإن كنت تعلم أنه أقرب إلى الله منك وأعلى منزلة عند الله منك فهذا حق أريد به باطل فإنه إذا كان أقرب منك وأعلى درجة فإن معناه أن يثيبه ويعطيه ليس معناه أنك إذا دعوته كان الله عند قضاء حاجتك أعظم مما يقضيه إذا دعوته أنت فإنك إن كنت مستحقا للعقاب ورد الدعاء فالنبي والصالح لا يعين على ما يكره الله ولا يسعى فيما يبغضك إليه وإن لم يكن كذلك فالله أولى بالرجمة والقبول منه فإن قلت هذا إذا دعا الله أجاب دعاءه أعظم مما يجب إذا دعوته أنا. فهذا القسم الثاني وهو أن يطلب منه الفعل ولا يدعونه ولكن يطلب أن يدعو له كما يقال للحي أدع لي وكما كان الصحابة يطلبون من النبي ﷺ الدعاء فهذا مشروع في الحي وأما الميت من الأنبياء والصالحين وغيرهم فلم يشرع لنا أن نقول ادع لنا وأسال لنا ربك ونحو ذلك ولم يفعل هذا أحد من الصحابة ولا التابعين ولا أمر به أحد من

1 / 86