292

Tuntutan Orang yang Menanyakan tentang Kepujian Keluarga Rasul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

مطالع التعظيم بارقة أنوارها مرتفعة في معارج التفضيل قيمة أقدارها بادية لعقول أهل المعرفة آية أثرها، وهي وإن كانت صغيرة فدلالتها كبيرة.

وهي أن هذا أبا جعفر محمدا ((عليه السلام)) لما توفي والده علي الرضا وقدم الخليفة المأمون إلى بغداد بعد وفاته بسنة، اتفق أنه بعد ذلك خرج يوما يتصيد فاجتاز بطرف البلد في طريقه والصبيان يلعبون ومحمد واقف معهم- وكان عمره يومئذ إحدى عشرة سنة فما حولها- فلما أقبل الخليفة المأمون انصرف الصبيان هاربين، وقف أبو جعفر محمد فلم يبرح مكانه فقرب منه الخليفة فنظر إليه، وكأن الله (عز وجل) قد ألقى عليه مسحة من قبول، فوقف الخليفة وقال له: يا غلام ما منعك من الانصراف مع الصبيان؟ فقال له محمد مسرعا: يا أمير المؤمنين لم يكن بالطريق ضيق لأوسعه عليك بذهابي، ولم يكن لي جريمة فأخشاها وظني بك حسن أنك لا تضر من لا ذنب له، فوقفت. فأعجبه كلامه ووجهه فقال له: ما اسمك فقال: محمد فقال: ابن من أنت فقال: يا أمير المؤمنين أنا ابن علي، فترحم على أبيه وساق إلى وجهته وكان معه، فلما بعد عن العمارة أخذ بازا فأرسله على دراجة فغاب عن عينيه طويلا، ثم عاد من الجو وفي منقاره سمكة صغيرة وبها بقايا الحياة فأعجب الخليفة من ذلك غاية العجب، ثم أخذها في يده وعاد إلى داره في الطريق الذي أقبل منه، فلما وصل إلى ذلك المكان وجد الصبيان على حالهم انصرفوا كما فعلوه أول مرة وأبو جعفر لم ينصرف ووقف كما وقف أولا، فلما قرب منه الخليفة قال له: يا محمد قال: لبيك يا أمير المؤمنين قال له: ما في يدي؟ فألهمه الله (عز وعلا) أن قال: يا أمير المؤمنين إن الله (تعالى) خلق بمشيئته في بحر قدرته سمكا صغارا تصيدها بزاة الملوك والخلفاء فيختبرون بها سلالة أهل النبوة.

فلما سمع المأمون كلامه عجب وجعل يطيل نظره إليه، وقال: أنت ابن الرضا حقا وضاعف إحسانه اليه.

Halaman 304